مفارقة غريبة.. الشاب محمد البوعزيزي اشعل النار في جسده بعد تلقيه صفعة من موظفة حكومية في البلدية، فاشتعلت تونس كلها.. وانتهى الامر بفرار الرئيس بن علي. .. وبعد ايام احرق الشاب الجزائري محسن بوطريف نفسه حتى الموت في مدينة «بوخضرة» المحاذية للحدود الجزائرية – التونسية، بعد ان رفض طلبه بالتوظيف من قبل رئيس البلدية ايضا الذي سخر منه ودعاه الى حرق نفسه اذا كانت لديه شجاعة البوعزيزي، فما كان من بوطريف الا ان اشعل نفسه امام الناس وتمت اقالة رئيس البلدية «المستفز».. الا ان شرارة «اشعال» الذات انتقلت الى شباب عاطل آخر في مدن جزائرية مختلفة وتم تسجيل حوالي 5 حالات لاشعال الذات. وسارع وزير الدولة الجزائري والممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة الى نفي وجود أي تشابه بين احتراق البوعزيزي واحتراق ال«بوطريف»!! وفي مصر فاجأنا صباح أمس «الكهل» المصري عبده عبدالمنعم حمادة جعفر خليفة – مواليد 1962 – صاحب مطعم بمدينة القنطرة غرب باشعال النار في جسده امام بوابة مجلس الشعب وهو يصرخ «أمن الدولة يا أمن الدولة.. حقي ضايع جوا الدولة» قبل ان يهرع حرس المجلس وسائق تاكسي الى اطفاء جسده المشتعل ونقله الى المستشفى حيث قال انه اشعل نفسه احتجاجا على عدم صرف حصة الخبز الخاصة بمطعمه مما ضمه الى طابور العاطلين. وسارع مسؤولون مصريون وإعلاميون الى نفي أي تشابه بين ظروف الشعبين التونسي والمصري، وخرجت «الفتاوى» التي تؤكد ان من ينتحر سيدخل النار في الآخرة طبعا، وسيموت كافرا ولا يمكن ان يصبح شهيدا بالتأكيد، وقد لا تجوز الصلاة على جثمانه، وكأن من يصل به الحال الى ان يسكب «الجاز» على رأسه ويشعل النار في جسده يفكر فيمن سيصلي على بقاياه!! اعتقد جازما بضرورة اتخاذ بعض القادة والرؤساء العرب لعدة قرارات فورية وحاسمة للخروج من مأزق «اشعال الذات» الذي بدأت شرارته تسري في «اجساد» شعوبهم. 1 – منع بيع البنزين والجاز والسبرتو للافراد تحت سن 80 عاما. 2 – حظر بيع او توزيع الكبريت والولاعات. 3 – توزيع طفايات الحريق على جميع الميادين وأمام بوابات اجهزة الدولة الحساسة. 4 – تشديد عقوبة اشعال الذات في الاماكن العامة لتصل الى السجن المؤبد، ثم الاعدام حرقا في حالة تكرار المحاولة لاكثر من مرة. 5 – اصدار التعليمات لشركات الطيران الوطنية لمنح تذكرة مجانية لكل مواطن يرغب في مغادرة وطنه أو الهجرة على ان تكون ذهابا بلا عودة. 6 – توزيع ملابس مضادة للحريق على جميع افراد الشعب. 7 – توجيه اجهزة الاعلام للتكثيف من البرامج التي توضح المخاطر البيئية الناجمة عن الدخان الناتج عن احتراق الاجساد المطحونة بالفقر والظلم والمرض. وقاكم الله وايانا شر الحرق في الدنيا والآخرة. حسام فتحي [email protected] «أؤكد ان ثمة نقاطا مفصلية مهمة ومهملة تجمع بين تراث الديانتين الكبيرتين «المسيحية والاسلامية» بل تجمع هذه النقاط المفصلية الواصلة بين تراث الديانات الثلاث: «اليهودية والمسيحية والاسلام»، التي هي، فيما ارى، ديانة واحدة ذات تجليات ثلاث». اللاهوت العربي وأصول العنف الديني يوسف زيدان