لم يعد لأى حدث سياسى فى مصر تفسير واحد أو نتائج محددة تستطيع الجزم بها، فمع كل تغيير جديد يطرأ على الساحة يبدأ كل فصيل فى تفسيره من منظوره، مستمدًا منه الآمل والعزيمة، والاستفتاء على التعديلات الدستورية، والذي تمت تمريره بنسبة تأييد مرتفعة جدًا، وسط مقاطعة "الإخوان المسلمين" وحلفاؤها في "التحالف الوطني لدعم الشرعية" خير دليل على ذلك. ففى الوقت الذى اعتبر فيه مؤيدو السلطة الحالية، أن نتيجة الاستفتاء تمثل شهادة الوفاة الرسمية لجماعة "الإخوان" وسقوط شرعيتها، رأت أكدت الجماعة وحلفاؤها، أنها ليست سوى إعادة للسيناريو الذي مهد لثورة يناير 2011، حينما تم تزوير نسبة انتخابات مجلس الشعب في عام 2010، ليكون ذلك بداية النهائية لحكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، ولسان حالهم يقول "لكم استفتاؤكم ولنا ثورتنا". وعلمت "المصريون" أن استعدادات الجماعة تتم على قدم وساق للحشد لتظاهرات 25 يناير الذي يوافق الذكرى الثالثة لثورة يناير وبدأ العديد من أعضاء الجماعة بالمحافظات التوافد على القاهرة قبلها بأيام، لتفادي منع القادمين من المحافظات من القدوم إلى القاهرة، في ظل استعدادات للاعتصام، ومواجهة قوات الأمن وإجبارها على الهروب كما حدث فى 28 يناير 2011 المعروف ب "جمعة الغضب". وقالت مصادر ب "التحالف الوطني" إن يوم 25 يناير سيمثل موجة ثورية جديدة وسيشهد عددًا من المفاجآت، لاستعادة الثورة التي قامت قبل 3 سنوات، مشيرة إلى وجود تنسيق مع شباب الثورة لتوحيد التحركات، وسيتم الإعلان عن عدة مفاجآت على المسار الثورى تصب فى صالح توحيد كل القوى على هدف واحد وهو إسقاط "الانقلاب العسكري" استباقًا للمظاهرات في هذا اليوم. وقال أحمد عبد الجواد، عضو التجمع المصري، إن "التجمع الذى تأسس بهدف توحيد قوى الثورة ووضع سيناريوهات لما بعد إسقاط الانقلاب العسكري، يتواصل مع بعض قيادات القوى الثورية، والعمل على ضمها إلى التجمع"، وأشار إلى أنه سيعلن عن مؤتمر حاشد عشية "الثورة الثانية" للإعلان عن عدد من السيناريوهات، لطمأنة الشعب والتأكيد على وضوح الرؤية فيما بعد إسقاط "الانقلاب". وعلمت "المصريون" أن أبرز السيناريوهات التى يتم طرحها فى المؤتمر، تتمثل فى مطالبة كل الأطراف فى التخلى عن عودة مرسي، إذ لن يستطيع الحكم بعد كل ما حدث، وأن يتقدم باستقالته، وتتم إعادة العمل بدستور 2012 على أن يتم تشكيل مجلس رئاسى أو حكومة انتقالية تدير المرحلة الانتقالية لحين إجراء انتخابات جديدة. من جانبه، أكد عمرو عادل، القيادى ب "التحالف الوطنى لدعم الشرعية"، أن الاستفتاء سيقوى من عزيمة القوى الثورية، وحماسها فى 25 يناير، مشيرًا إلى أن مشاركة العجائز بصورة كبيرة فى الاستفتاء، وعزوف الشباب يؤكد وجود أجيال جديدة لن تسمح ب 60 عامًا آخرين لحكم العسكر، مؤكداً أن 25 يناير سيشهد العديد من المفاجآت، وسيمثل بداية لحراك ثورى يستكمل أهداف ثورة يناير.