سارعت صحيفة "المصري اليوم" –المرتبطة تمويليًا بأحد رجال الأعمال الأقباط- في عددها الصادر الجمعة إلى استباق نتائج التحقيقات بشأن حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، في محاولة للتغطية على دور محتمل ل "متطرفين أقباط" فيه، وقامت بالتسفيه من هذه الفرضية، على الرغم من أنها أحد محاور التحقيقات الرسمية الجارية، في ظل الاشتباه في كون السيارة المملوكة لأحد الأقباط بأنها مصدر التفجير الذي وقع في وقت متأخر ليلة رأس السنة. وكان لافتًا توقيت نشر التقرير الذي جاء بعد يوم واحد من نشر تحليل للدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة على صفحات الجريدة ذاتها في عددها الصادر الخميس الماضي والذي يؤكد فيه بالأدلة إمكانية أن يكون التفجير الذي أودى بحياة 23 قتيلاً وإصابة أكثر من 90 آخرين من تخطيط وتنفيذ متطرفين مدعومين من أقباط المهجر بغرض إشعال "فتنة طائفية" في مصر. فتحت عنوان: "خبراء يصفون اتهام أقباط المهجر بالمسؤولية عن حادث "القديسين" ب "نكتة الموسم"، نشرت الصحيفة تقريرًا استنادًا إلى ما وصفهم بأنهم خبراء ومفكرون يقول إنهم استبعدوا الفكرة التى روجت لها بعض المواقع الإلكترونية – في إشارة إلى ما نشرته "المصريون" في أعداد متتالية- عن احتمال تورط بعض أقباط المهجر في حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، ووصفوا هذه الأقاويل بأنها "نكتة الموسم". وكان أحد هؤلاء الذين استندت إليهم كمال زاخر، المنسق العام لجبهة "العلمانيون الأقباط"، والذي اقتبست الصحيفة من كلامه عنوانها الساخر، حينما وصف ما يتردد عن احتمال ضلوع أقباط المهجر في التفجير بأنها "نكتة الموسم"، بل واعتبر أن هذا يعد "استباقًا للتحقيقات ومحاولة للتوجه بها بما ينافي الواقع"، على الرغم من أن التحقيق نفسه لم يستبعد هذه الفرضية. وتجاهلت الصحيفة – حتى ولو من باب التنوية- الإشارة إلى كلام الدكتور حسن نافعة- المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية- والذي يقول إنه ليس من المستبعد أن يقدم متطرفون "أقباط" على الاشتراك بشكل مباشر أو غير مباشر فى تفجير كنيسة، لإثارة "فتنة طائفية يعتقدون أنها تتيح الفرصة للولايات المتحدة وإسرائيل بأن تهبا للدفاع عنهم وتمكينهم من "طرد المسلمين الغزاة من مصر وطن الأقباط". واستند نافعة إلى ما يتلقاه على بريده الإلكتروني من رسائل ذات فحوى طائفي مسيء للإسلام مصدرها شخصيات من أقباط المهجر، تعتبر المسلمين في مصر محتلين وغزاة، يتعين تطهير أرض الأقباط منه وطرده، وتدعو علنا للتحالف مع يهود العالم ومع إسرائيل نفسها لتحقيق هذا الهدف، وعقب متسائلاً: فهل يجوز لنا استبعاد فكرة أن تكون لهذه المنظمات علاقة مباشرة أو غير مباشرة بجريمة الإسكندرية؟! واستشهد بما نشرته "المصريون" حول اشتباه جهات التحقيق في إمكانية ضلوع أحد الأقباط في الحادث، وأن التحقيقات شملت قبطيًا انفجرت سيارته "الاسكودا" أمام الكنيسة في حادثة التفجير، ويعتقد أنها مركز الانفجار، وهي الرواية التي تدعمها شهادة حارس الكنيسة نفسه، بعد أن ظل هذا الشخص يقوم ب "ركن" سيارته لأكثر من نصف ساعة، على الرغم من وجود أماكن أخرى تتسع لأتوبيس. ودلل أيضًا بتصريح للمتحدث الرسمى باسم الداخلية الألمانية حول أن وزارته تلقت "فاكسًا" قبل الحادث من الأنبا دميان، الأسقف العام للكنائس القبطية، يشير إلى تهديدات بتنفيذ عمليات إرهابية ضد كنائس قبطية فى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والإسكندرية والقاهرة أثناء قداس رأس السنة الميلادية، طالبا من جهات الأمن تأمين الاحتفالات بأعياد الميلاد التي ستقام في الكنائس القبطية في الولايات الألمانية. وقال نافعة، إنه "وكما سبق أن قام متطرفون "إسلاميون" ببتفجير مساجد في أماكن عديدة، لإثارة فتن طائفية، يعتقدون أنها تخدم مصالحهم، فليس من المستبعد ابتداءً أن يقدم متطرفون "أقباط" على الاشتراك بشكل مباشر أو غير مباشر فى تفجير كنيسة لإثارة فتنة طائفية يعتقدون أنها تتيح الفرصة للولايات المتحدة وإسرائيل بأن تهبا للدفاع عنهم وتمكينهم من "طرد المسلمين الغزاة من مصر وطن الأقباط". واعتبر أنه من المهم جدا معرفة حقيقة ما حدث، سواء مَن حرض أو مَن نفذ هذه الجريمة البشعة، وأنه يتعين على الجهة التى سيوكل إليها التحقيق أن تتحلى بأعلى قدر من النزاهة والشفافية، وألا تستبعد أى احتمال، لأن تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في هذا الحادث لم يعد مطلبا قبطيا، وإنما هو مطلب وطني عام. من جانبه، سخر الكاتب بلال فضل في زوايته اليومية ب "المصري اليوم" في عددها أمس من رؤية نافعة، وقال إن "لا يفكر حتى فى شهادة الدكتوراه التى يحملها، قبل أن يردد كلامًا من عينة أن هناك من المسيحيين المتعصبين من قرر أن يفجر الكنيسة لكى يدفع أمريكا إلى التدخل". وقال إن هذا الكلام "استمعت إليه نقلاً عن سائق توك توك، لكن الفرق أن سائق التوك توك لا يكتب في "المصرى اليوم" ولا ينتظر منه المساهمة فى تغيير مصر، وعلى أي حال ما كتبه الدكتور حسن نافعة أمر يساهم فى المزيد من رد الاعتبار للدكتور محمد البرادعي الذي يثبت يومًا بعد يوم أن له نظرة فى الناس". غير أن نافعة استنكر السخرية من فرضيته التي طرحها في مقاله، مشيرا إلى أنه وبدلا من أن يرجع بلال فضل إلى مقالته يتحدث عنها على أنه سمع هذا الكلام من سائق "التوك توك"، وكان يتعين عليه ككاتب لامع أن يعود إلى المقال". وأوضح أن المقال كله يتحدث عن ضرورة الوقوف ضد التطرف بكل أشكاله وضرورة البحث عن الحقيقة وتشكيل لجنة مستقلة من أجل التعرف علي الجناة الحقيقيين دون أي حساسية وأن التحقيق يجب أن يشمل كل أنواع التطرف، سواء كان الشكوك تدور حول "القاعدة الإسلامية" أو في "إسرائيل اليهودية" أو بعض منظمات "أقباط المهجر" التي لا تخفي دعوتها بالتعاون مع إسرائيل لطرد "المسلمين الغزاة" من مصر. واستدرك قائلا: أنا لم أتهم أحدا لكن قلت يجب أن يكون هناك تحقيق شامل لا يستبعد أي طرف ويجب أن تظهر الحقيقة كاملة للناس دون إخفاء أي شي، مشيرا إلي أن الكلام كان واضحا جدا ولا يستدعي هذا الانفعال. لكنه قال إن كلامه نقل محرفا بشكل واضح جدا وقيل في مئات المواقع الإلكترونية بأنه يتهم أقباط المهجر وإنه قال لماذا لا يكون الجاني من أقباط المهجر، مؤكدا عدم حدوث هذا وأشار أن بعض القراء كتبوا له يقولون إنه قال إن هناك مجموعة من المسيحيين هم من فعلوا هذه الجريمة الشنعاء وهو ما لم يحدث مطلقا. وأكد أن ما كتبه مستعد أن يكرره في أي مكان وفي أي لحظة، وقال إنه لم يكتب شيئا علي الإطلاق ضد الأقباط وليس طائفيا ولا يستطيع أحد أن يتهمه بالطائفية وليس إسلاميا متطرفا وإنه من أنصار الدولة المدنية، وبالتالي فكتاباته كلها معروفه ومنتشرة، وليس لديه ما يخجل منه إطلاقا ولا ما يعتذر عنه وما قاله مكتوب وموثق ومتمسك بكل حرف فيه، على حد قوله.