أكد الأمين العام ل"تيار المستقبل" أحمد الحريري أن حزب الله سيشار إليه بأنه القاتل في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري التي تنظرها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان غدا.. معتبرا أن تورط حزب الله في الحرب السورية هو بداية نهايته . وقال أحمد الحريري "نحن نعلم أن حزب الله سيؤشر إليه من قبل كل اللبنانيين، وسيشار إليه بأنه هو القاتل، وأن هؤلاء الأربعة الذين وصفهم الحزب بالقديسين هم مجرمون (المتهمون في القضية) .. مضيفا "أن يوم غد هو انطلاق للعدالة ويوم انتصار لهذا المسار السلمي المدني الذي عملنا له على مدى تسع سنوات وسقط فيه العديد من الشهداء القادة والمواطنين الذين ضحوا بدمائهم وحياتهم". وتابع قائلا "يوم غد هو انطلاق لمحكمة هي الأولى من نوعها في تاريخ العالم، وهو يوم يأتي كذلك مع أزهار الربيع العربي التي أزهرت في العام 2011 لتحقق الحرية للشعوب التي كانت مقموعة بالقبضة الحديدية من قبل أجهزة المخابرات والأمن". وأشار أحمد الحريري - في حديث مع قناة العربية وزعه المكتب الإعلامي لتيار المستقبل - إلى أن "كل جريمة سياسية كانت ترتكب في لبنان كانت لديها فقط نتائج سياسية وتستخدم في الحياة السياسية اليومية، أما عند اغتيال رفيق الحريري، وبعد تصميم من قبل قسم كبير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات وإلى الشوارع في المناطق اللبنانية كافة وطالبوا بتحقيق العدالة، تم إيقاف هذا العنصر الذي استخدم على مدى طويل في الحياة السياسية اللبنانية". وعن مدى أهمية أن تجري المحاكمة غيابياً في ظل غياب المتهمين، أوضح الحريري "أن هناك تطوراً كبيراً في عمل المحكمة من خلال هذه النقطة بالتحديد، ففي المحاكم السابقة كانت المحاكمات تبدأ عندما يلقى القبض على المتهم ويوضع في الزنزانة، لكن اليوم فإن إتاحة الفرصة عبر المحاكمة الغيابية تعطي مجالاً للعدالة لأن تظهر". واعتبر أن "دم رفيق الحريري وضع البلد على مسار جديد وعلى أمل جديد" .. مشيراً إلى أن "الشعب اللبناني يريد أن يعرف من قرر ومن خطط ومن نفذ جرائم الاغتيال، ونحن نعلم أنه مع كشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري سنكشف حقيقة كل الجرائم التي حدثت في لبنان منذ أربعين سنة، وسيعرف من كان يستفيد منها ومن كان الطرف الذي يخطط لها والذي يقوم بها". وعن عدم تسليم "حزب الله" للمتهمين لديه وقول أمينه العام حسن نصر الله إنه لن يسلمهم بعد 300 سنة، أكد الحريري: "لا أعلم إذا كان حزب الله سيبقى بعد 300 سنة، خصوصاً انه دخل في المعركة السورية، ونحن نعتبر أن دخوله إلى هناك هو بداية النهاية لهذا الحزب". وأضاف "في موضوع المحكمة الدولية استخدم حزب الله كل وسائل التشويش والتعطيل لوضع العراقيل أمامها، من اتهامات بالتزوير والفساد، وأن القرار الاتهامي مسيّس، وجميع ما يمكن استخدامه ضمن الدعاية الإعلامية ضد المحكمة استخدم، لكن هناك حقيقة واحدة ساطعة هي أن المحكمة ستبدأ غداً"، متسائلاً "طالما أن حزب الله يصف المحكمة بأنها محكمة إسرائيلية ، فلماذا مولوا هذه المحكمة في الحكومة الحالية التي كانوا الأساس بها، ولماذا لم يتمكنوا من إيقاف هذا التمويل؟". وأجاب الحريري على تساؤله بالقول: "لأنهم يعرفون أن المحكمة حقيقة ساطعة، وأنه لا يمكن للبنان ولأي لبناني إنكار وجودها، لن يتمكنوا من الهروب من عدالة التاريخ، ومن عدالة هذه المحكمة التي ستصدر الحقيقة الكاملة والرواية الكاملة عن كيفية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وعن إصرار حزب الله على تجاهل المحكمة، قال الحريري "نحن ننتظر استكمال المحكمة للاطلاع على كل الأسماء التي شاركت في هذه الجريمة، لأن هذه الجريمة المنظمة التي حصلت لا يمكن لخمسة أشخاص، مهما كانت قدراتهم، أن ينفذونها ، هناك من اتخذ القرار، ومن حضر مسرح الجريمة، ومن اختار طريقة الاغتيال، وهناك من اتخذ في الأساس القرار السياسي". وأضاف "حزب الله بعدم ذهابه إلى المحكمة وعدم تسليمه المتهمين يُصعب الوضع على نفسه .. متسائلا "كيف كانت المحكمة عادلة عندما برأت الضباط الأربعة وقام حزب الله بالتهليل لها، ثم أصبحت هذه المحكمة نفسها محكمة إسرائيلية - أمريكية ضد حزب الله عندما اتهمت 4 عناصر من الحزب والخامس بعدهم ". وتابع الحريري قائلا "نحن نشهد اليوم بعد انطلاق المحاكمات ظهور صورة هذه المجموعة السياسية التي تسمى "حزب الله" على حقيقتها بعدما شارك في قتل الشعب السوري، الذي سانده طوال 30 سنة في وجه اسرائيل، لكنه اليوم يفتك به ، لقد ظهر الوجه الآخر لحزب الله، وبعد المحاكمات سيظهر الوجه الآخر للحزب، وأن لديه دورا آخر في لبنان هو تطويع وإسكات كل من يختلف معه سياسياً بأية وسيلة من الوسائل". وعن انعكاسات المحكمة على الوضع الداخلي اللبناني، قال الحريري إن مسألة تشكيل الحكومة مسألة قيد البحث اليوم، وكل ما نسمعه في الإعلام عن "بازار" للأسماء والوزارات وغيره غير صحيح، ما زلنا في مراقبة هذا المسار وفي تشاور مع حلفائنا في قوى 14 آذار لاتخاذ الموقف المناسب" .. مضيفا "اليوم في لبنان يجب أن نختار ما بين السيء والاسوأ، اليوم إذا ذهبنا للاستحقاق الرئاسي من دون حكومة، من سيستلم البلد إذا حصل الفراغ في رئاسة الجمهورية". واختتم قائلا "إذا كانت هناك حكومة اليوم تحافظ على الدولة، ويجب أن تأتي من دون الثلث المعطل ومن دون ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وتأتي بطريقة يتمثل بها جميع المكونات اللبنانية، نكون بذلك قد حافظنا على اتفاق الطائف وأمّنا المناخ المناسب لانتخاب رئيس جديد للبلاد ".