يتيح بدء المحاكمات في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق، رفيق الحريري، فرصة لتحقيق العدالة للمرة الأولى في تاريخ لبنان، بقيت سلسلة طويلة من الاغتيالات السياسية خلال أربعة عقود من دون عقاب، مع استبعاد أي تأثير فوري لهذا الحدث على البلد الذي يتمحور الانقسام فيه حول سوريا. وتبدأ المحكمة الدولية، الخميس، محاكمة غيابية لأربعة من خمسة متهمين من حزب الله، حليف دمشق، في التفجير الذي أودى بالحريري و22 شخصًا في 14 فبراير 2005 في بيروت، في خضم الهيمنة السورية على لبنان. وقال الأستاذ في القانون الدولي في الجامعة اللبنانية، سامي سلهب، "للمرة الأولى، ثمة محاولة للوصول إلى الحقيقة، في تاريخ لبنان بقيت غالبية الاغتيالات من دون نتيجة في التحقيقات"، مرجحًا أن "تمتد القضية سنوات إضافية". وأضاف أحمد الحريري، الأمين العام لتيار المستقبل الذي يترأسه سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، "المسار الذي اخترناه وتمثل بتمسكنا بالعدالة سيزهر"، لافتًا "ما زال لدينا طريق طويلة لبلوغ الحقيقة، لنصل إلى مرة أولى في لبنان تتخذ فيها جريمة سياسية مسارًا قضائيًا".