لن أتراجع ..ولن أستسلم..ولن أنزوى..مهما حاول المُحبَطون إيقافي..مرات عديدة وضعوا المتاريس والعراقيل أمامي .. هذا ما تعودته منهم .. ربما أكون قد تعثرت .. هكذا ظنوا ..إلا أنني في كل مرة .. كنت أتماسك بل وأتمالك.. وقد تعلمت أن القذيفة التي تصيبني .. يجب أن تقوي ظهري ..وتشد من عضُدي .. عَقِب كل عَثرة .. كان النهوض .. وكنت في كل مرة .. أقوى من ضرباتهم المؤلمة والقاسية..وكان زادي هو الأمل ..الأمل في وعد الله الذي لا يُخْلَف" إن مع العسر يسراً" .. الأخذ بالأسباب .. ليس أقل من الإمساك به والحرص عليه .. مرة أخرى .. كانت الضربات تأتيني إلا أنها هذه المرة ممن ظننتُ أنهم مني .. وما أكثر العراقيل التي يصنعها الأهل والأقربون .. لماذا ؟؟ الله أعلم.. ورغم أنها كانت ضارية إلا أنها لم توقف مسيرتي ولم ترهبني .. بل ولم تزحزحني.. عما آمنت به وترسخ في قلبي .. ولم الرهبة والإيمان بالله هو المبتغي.. والتوكل عليه وحده هو المُرتجى..فمن اعتمد على غير الله زل ومن اعتمد على ماله قل ومن اعتمد على الله لا زَلّ ولا ملّ ولا قلّ..مرات عديدة كُنت أرى الآخرين وقد تساقطت على رؤوسهم النكبات وكنت قدر الاستطاعة { لا يكلف الله نفساً إلا وُسعها}.. أُجاهد وأُثابر من أجل التخفيف من آلامهم واقتلاعهم من هموم ألمت بهم .. وإن تحملت أنا وحدي الضربات تلو الضربات وتحملت معها نتائجها وتوابعها..وقد أيقنت أن المحن وحدها هي الطريق الأمثل والممهد للمنح وكلما ازداد رصيد الصبر كانت الثمار المرجوة .. مرات عديدة كنت على مقربة من الانزلاق والتهاوي والوصول إلى طريق مسدود.. إلا أنه سُرعان ما كان الفرج {ومن يتق الله يجعل له مخرجا }.. وكم من المرات ذابت الهموم وتلاشت وكنت أجد العطاءَ أضعافاً مضاعفة.. وربما زاد من صبري أنني رضيت بما قسم الله؟؟ .. عن أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مَنْ يَأْخُذُ عَنّي هَؤُلاَءِ الكَلِمَاتِ فَيَعْمَلُ بِهِن أو يُعَلّمُ مَنْ يعلم بهن ؟". فقال ابو هُرَيْرَةَ: فقُلْتُ أَنَا يَا رَسُولَ الله. فَأَخَذَ بِيَدِي فعَدّ خمساً وقال: "تكن اعبد الناس اتّقِ المَحَارِمَ تَكُنْ، وَارْضَ بِما قَسَمَ الله لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النّاسِ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِناً، تُحِبّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِماً، واحب للناس ما ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب..