افترض حسن النوايا وان من يديرون المرحلة بعد أحداث 3 يوليو حريصين على استقرار البلد وتقدمه ورغم ذلك تصدمنا الحقيقة على الأرض بوقائع ما أغربها تثير من الشك والظن الكثير فعندما يظهر الفريق السيسي بعد غياب طويل وبعد عدة لقاءات يتحدث الإعلام عن فبركتها فلابد أن يتساءل الإنسان وما الداعي لهذا الجو من الغموض فى مرحلة أكثر ما تحتاجه مصر وشعبها هو الشفافية ثم يخرج الفريق السيسي بكلماته عن ترشحه للرئاسة فتخرج حملات حملة المباخر لتعتبرها إعلان عن دخوله الترشيح للرئاسة وتفرد البرامج و الصحف للتحليل و التوجيه و الاستحسان لهذا القرار الذي سيحل كل مشاكل مصر بينما إذا تدبرنا ما قاله الفريق السيسي نجد انه قال ما نصه بقبوله الرئاسة إذا طلب الشعب و فوضه الجيش وهى مقولة غريبة فالمنصب الرئاسي يسعى المرشحون للترشح له ليختار الشعب من بينهم من يعجبه برنامجه الذي يعلنه مقترنا مع الترشح للرئاسة ولكن لا يوجد تفسير لمعنى إذا طلب الشعب فكيف سيطلب الشعب وما هي آليات هذا الطلب فلم نجد جهبذ من الجهابذة يشرح لنا ذلك. ثم إذا انتقلنا إلى الشرط الأخر وهو تفويض الجيش الكل يعلم أن الجيش يفوض لمهمة قتالية وهو ما لا ينطبق على المنصب الرئاسي بالتأكيد فما معنى تفويض الجيش وكيف سيتم هل سيصدر كتابيا كأمر مهمة باعتبار فترة الرئاسة مهمة أو مأمورية يعود بعدها للجيش بعد انتهائها وأيضا لم نجد من إحدى الفضائيات التي تعج بالخبراء الاستراتيجيين أو المحللين أو السادة إعلاميي الضلال فلم نجد منهم من تسائل وكلف خاطره ليبحث عن الإجابة أو يسترشد ببعض الخبراء فلربما وصلنا لما يعنيه هذين الشرطين الغريبين وهذا طبعا للأسف لان جزء كبير من نخبتنا العاطلة و الباطلة تنظر لهذا الشعب على انه كتلة صامتة لا لزوم لها إلا ساعة الحاجة وان على هذا الكتلة أن تظل فى سباتها متطلعة لتوجيهات النخبة أو من يوجه هذه النخبة. إن دقة المرحلة تجعل هذا التساؤل مشروع و الجميع يجب أن يكون معنيا بتفسيره للشعب وتفسيره لأنفسهم فى المقام الأول لا أن يتسابق الجميع إلى اعتبار هذا الحوار موقف واضح بينما الجميع متأكد انه موقف غارق فى الغموض الذي هو سيد المرحلة. يجب أن تتساءل النخبة بصراحة ماذا نريد لمصر هل نريد نظاما مدنيا ديمقراطيا يرسى دولة قادرة على استعادة دورها سواء داخليا أو محليا ودوليا وإذا أردنا ذلك وهو ما تريده كل الدول المتحضرة التي اتخذت من طريق الحرية و الديمقراطية سبيلا أوصلها إلى ما هي فيه من عدل وحرية فإذا كنا نريد الرفعة لبلدنا لابد أن نكون واضحين ما هو السبيل إلى ذلك وان كان هناك سبيل غير طريق الحرية و الديمقراطية فليخرج سدنة المرحلة وحملة المباخر ليحدثونا عنه فهناك شعب يجب أن يضعه الجميع فى حساباته ولا نفترض انه شعب جاهل و انقرض وخلت الساحة للنخبة الفاشلة على مدار الزمن لتقرر نيابة عنه. إن هناك فرقا كبيرا بين أن تدعم مرشح رئاسي لديه برنامج واضح ليحاسب على أساسه كما نرى فى الديمقراطيات المحترمة التي يبدو إلى الآن أن نخبتنا الباطلة أسيرة مقولات خائبة من عينة نسبة الجهل مرتفعة أو أن شعبنا غير مهيأ للديمقراطية وغيرها من مقولات كاذبة صيغت فقط لتصب فى خانة صنع الفرعون واستحضاره وهذا ما نجد للأسف غالبية النخبة منخرطة فيه إلى الحد الذي جعل البعض يخرج مفسرا دعوة الشعب للفريق السيسي وتفويض الجيش له على أنها دعوة لتوليه حكم البلاد مباشرة بلا انتخابات إلى هذه الدرجة وصل الهوان والى هذا الدرجة وصل سوء الظن بالشعب لابد لمن يريد أن يترشح لمنصب الرئاسة من برنامج واضح ليحاسب عليه حال الإخفاق لا قدر الله وهذا ما يجب أن يطالب به أي مرشح رئاسي إنما تصريحات غامضة عن طلب الشعب وتفويض الجيش فهذا يفوق الخيال. لا أدرى لماذا يتناسى الجميع يناير و ثورته ويريدون على استحياء أحيانا وبعلانية فاجرة أحيانا أخرى أن يمحونها من ذاكرة المصريين ولم يدرك هؤلاء أن هذا الشعب الذي تنفس الحرية فى هذا اليوم أصبح شعبا آخر يبحث وسيظل يبحث عن العيش و الحرية و العدالة الاجتماعية ولا ينحني بسهولة كما تظن النخبة ومخططيها وتثبته الأحداث المجنونة على الأرض لتجعلنا نشعر أن من يديرون المرحلة ليس لديهم إلا الحل الأمني و العنف و المزيد من العنف الذي ثبت فشله طوال ستة اشهر دون أن نجد اى أفق سياسي أو معالجة سياسية للازمة التي تمر بها البلاد فى عنف يتزايد بصورة مؤسفة وموقف اقتصادي متدني يعتمد للأسف على الشحاتة من بعض الدول التي تصورت أنها من حقها أن تتحكم وتحدد من الذي يحكم مصر فإلى هذا الحد من الهوان وصلت مصر وأبنائها غير آسفين على ذلك وإنما لا يرى أي منهم سوى نفسه وفى ظل تلك الأحداث أن لم يكن هناك برنامج انتخابي واضح سنترك المجال أمام الكثير لاعتبار أن ما يحدث على الأرض هو البرنامج الانتخابي للفريق السيسي الذي يريد طلب الشعب وتفويض الجيش للاستمرار فيه. أدعو كل المصريين وخاصة نخبة الضلال أن يتقوا الله فى مصر وان يحكموا عقولهم و يتنسموا نسيم الحرية ويقوموا أنفسهم قياسا لذلك بدلا من الانخراط فى دعاوى غريبة من عينة رئيس بدون برنامج انتخابي بتفويض من الجيش وغيرها لابد أن نفيق وان تمارس النخبة سياسة لا أن تشكل أبواقا لاستغفال شعب مصر اسأل الله أن يحفظ مصر وأهلها وان يلهمهم سبل الرشاد