عبد السلام: نظم علاقاته بغير المسلمين على أسس العدل والتسامح.. وأبو محمد: كان أعجز الفصحاء.. والدسوقي: الحروب كشفت عظمة ورقى إنسانيته.. وعبد العزيز: كان يواسى أقارب قتلى المشركين .. وداود: حمى اليتامى من الضياع.. وبريقع: غير معالم الدنيا أكدت مجموعة من صفوة العلماء والمفكرين فى استطلاع رأى أعده الدكتور أحمد على سليمان، الباحث - المدير التنفيذى لرابطة الجامعات الإسلامية بمناسبة ذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد - صل الله عليه وسلم - اتساع وعظمة المبادئ التى أرساها معلم البشرية الأكبر الذى فجر ينابيع الرحمة فى القلوب وترجمها سلوكًا فى جميع الميادين بما فى ذلك الميدان السياسى والعسكرى وإرساء دعائم العدل بمفاهيم جديدة على البشرية ودق أجراس الحرية فى أذن التاريخ ونشر السلام والمحبة كما ضرب المثل الأعلى فى مواصفات القيادة للشعوب والأمم, لافتين إلى دوره كمصلح وضع أعظم القوانين السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية لتحقيق الرقى فى المجتمعات. فى البداية أكد إسماعيل الفخرانى الكاتب والمفكر – رئيس تحرير مجلة منبر الإسلام، أن البشرية تكبدت خسارة كبيرة بسبب تنكرها وتعنتها مع سنة النبى صل الله عليه وسلم لأن مجمل التعاليم الإسلامية تصب فى مصلحة الإنسان وسكينته وطمأنينته.. وما أن يصادف الإنسان ذكر الله المتمثل فى الإسلام قرآنا وسنة إلا ويطمئن قلبه وليس هذا كلاما على عواهنه بل إن الواقع يؤكده حيث تزداد نسبة الأمراض النفسية والتى تصل إلى الانتحار فى المجتمعات البعيدة عن الله. وأشار إلى أن هناك قضايا كثيرة تعيشها البشرية وتتكبد بسببها خسارة فادحة بسبب تعنتها وعنادها مع الإسلام وكذلك بسبب تقاعسنا نحن المسلمون عن إبراز وإسهامات ديننا فى حل مشاكل البشرية. وقال المفكر الإسلامى الدكتور إبراهيم أبو محمد، المفتى العام للقارة الاسترالية، إن الله جلت حكمته أراد أن تكون حياة سيدنا محمد صفحة مفتوحة يعرفها الجميع، ولم يسلط الضوء على حياة بشر فيكشف كل ما فيها مثلما سلط الضوء على حياة محمد بن عبد الله قبل البعثة وبعدها، ولم يعرف فى تلك الحياة ما يشينه أو يخدش من كرامته. وأشار إلى أن الذين درسوا سيرته عليه الصلاة والسلام يعرفون جيدًا أنه قد اجتمعت فيه كل خصائص الكمال الخلقى من حيث الأمانة والعفة والصدق والوفاء والشهامة والمروءة ونجدة المظلوم ونصرة الضعيف والعطف على ذوى الحاجات، وقد سجل لنا التاريخ كل تلك الصفات فى أسمى معانيها. وأكد أن الحق ما شهدت به الأعداء لافتا إلى أن الأديب بوكاى شهد فى كتابه المشهور "التوراة والإنجيل والقرآن فى ضوء العلم الحديث" بأن محمدًا الإنسان العظيم الذى قرأه وتلاه علينا وبلغه لنا كان أميًا لم يذهب إلى جامعة ولم يجلس إلى معلم، فمن أين جاءته تلك الحقائق إن لم يكن هذا النبى الأمى تلقاه وحيًا معصومًا من الله الذى خلق الأنفس والآفاق . وبدوره أكد المفكر الإسلامى الدكتور، جعفر عبد السلام أستاذ القانون الدولى بجامعة الأزهر والأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، أن النبى محمد كان ومازال وسيظل أعظم عظماء البشر، ولم لا وهو الذى أختاره ربه واصطفاه لرسالته العالمة الخاتمة، وهو الذى رباه فأحسن تربيته. وأشار إلى أنه أكد ضرورة الوسائل السلمية لتبليغ الدعوة فلا يوجد أى مبرر للفتح والجيش والسلاح، بما يكفى لتحقيق حرية الرأى وحرية التعبير فى أى مجتمع، وسماح الحكام لمن يرغب فى أن يتلقى أو يلتمس أو يعلم بأى شكل، حتى يكون المجتمع سالمًا من أى محاولات لدخوله عنوة وهذا هو مفهوم حرية الرأى التى تقررها مواثيق حقوق الإنسان فى المجتمع الدولي. لذا يدخل الناس فى دين الله أفواجًا، تحقيقًا لعالمية الرسالة المحمدية. وفى نفس الإطار قالت خديجة النبراوى الباحثة الإسلامية والحائزة على جائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الإسلامية، ومؤلفة كتاب: (محمد صل الله عليه وسلم كما لا يعرفه الآخرون) إن الرسول عليه السلام قد أرسى مبادئ العدل فى الشريعة الإسلامية، بمعان جديدة لم تعرفها الشعوب إلا بعد انتشار حضارة الإسلام ومبادئها العريقة، لتخرج الناس من ظلمات الاستبداد إلى أنوار الحق والعدل. وأكدت أن الرسول نجح فى إرساء العدل الذى يعنى التفاعل الإيجابى مع أبناء الأمة، وتحقيق العدالة الاجتماعية التى تهدف إلى توجيه مصادر الثروة الاقتصادية لإشباع الحاجات العامة، وخاصة للفقراء والمساكين وغير القادرين . وفى سياق متصل قال الدكتور كمال بريقع عبد السلام، مدرس الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية – كلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، لم يكن صل الله عليه وسلم كما تشهد له الحقائق التاريخية ملكاً من ملوك الدنيا ولا مصلحاً اجتماعاً ولا صاحب مطامع دنيوية ولا باحثاً عن جاه أو متع زائفة أو داعياً الناس إلى تقديسه ورفعه فوق مستوى البشر أو داعيهم إلى عبادته وتأليهه كما فعل ذلك المتجبرون والمتكبرون وأصحاب الرسالات الزائفة وإنما كان صاحب أعظم رسالة سماوية علمت الإنسانية توحيد الله. وأضاف, أنه علمنا كل معانى الخير والحب والتسامح والإخاء والرحمة والمساواة والعدل والطهر والإخلاص وأضاء الدنيا كلها بالتوجيهات الإلهية التى من شأنها أن تحقق صلاح الناس فى دينهم ودنياهم وتقربهم من الله واستطاع أن يغير معالم الدنيا فى عصره ويقضى على الحروب والصراعات التى راح ضحيتها الكثير والكثير، كما استطاع أن يقضى على مفهوم الغاب الذى كان سائدًا ومنتشرًا فى الجزيرة العربية عبر قرون مديدة، ويحول ساكنيها من البدو الغلاظ إلى أمة تقود الدنيا نحو الخير وتؤسس أعظم حضارة عرفتها الإنسانية. وتؤكد الدكتورة فتحية النبراوي، الأستاذة بجامعة الأزهر الشريف، أن رسول الله محمد (صل الله عليه وسلم) كان مثالا فى كل شىء.. كان مثالًا فى أخلاقه.. وكان مثالًا فى أقواله.. وكان مثالًا فى أفعاله.. وكان مثالًا فى رحمته.. وكان مثالًا فى تربيته الصحابة.. وكان مثالًا فى عطفه على الصغير والمسكين والمحتاج.. وكان صل الله عليه وسلم مثالًا فى تواضعه ورحمته مع زوجاته وأهل بيته.. وينبه الدكتور رأفت غنيمى الشيخ العميد السابق لكلية الآداب جامعة الزقازيق، أن الله سبحانه وتعالى أعطى النبى الكريم عليه الصلاة والسلام قلبًا رحيمًا، مليء بالخير والحب لكل الناس، وبلغ من رحمته أن شملت كل الناس مسلمهم وغير مسلمهم، بل شملت كل مفردات الكون. وتابع لقد رسخ النبى قيم الرحمة والصبر وتفريج كروب الناس فى الدنيا حتى يسترهم الله يوم القيامة، ودعى إلى قيم الستر وعدم إفشاء أسرار الناس، وإشاعة العدالة والسعى فى حاجات الناس وتفقد حاجات الفقراء واليتامى والمساكين والأرامل وأصحاب العاهات. وقال مصطفى الدسوقى كسبة، الخبير فى الاقتصاد الإسلامي، إن الرسول الكريم جعل دور الدولة يقوم على مبدأ الرعاية وليس الوصاية، وعلى مبدأ التوجيه والإرشاد وليس التحكم والإجبار، على أسس إنسانية، بحيث تضمن لفقيرهم حد الكفاية، مما يدل على عظمته وإنسانيته فى شتى المجالات . وأوضح المفكر الإسلامى الدكتور محمد السيد الدسوقى أستاذ أصول الفقه بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، أن إنسانية الرسول فى الحروب تتجلى أولا فى أن الحرب فى المنظور الإسلامى ليست أصلا من أصول الدين، بل يلجأ إليها فى الضرورة فقط، وكانت إنسانية الرسول صل الله عليه وسلم فى الحروب تتجلى فى أنه كان فى كل غزواته وسرياه ليس بادئا بالعدوان، ولا ساعيًا لمغنم مادى، وإنما كان يسعى دائمًا لتحقيق الحرية الدينية للناس كافة. وقال الدكتور محمود السيد داود أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة البحرين، تفجرت إنسانية رسول الله (صل الله عليه وسلم) فى التعامل مع أسر الشهداء، قبل الشهادة وأثناء الشهادة وبعدها، حيث ضرب رسول الله المثل الأعلى فى رعاية أسر الشهداء والاهتمام بهم، ليشعر أبناء الشهيد بأنهم ليسوا أيتاما، وأن أباهم هو الذى منح العزة والكرامة للوطن والمواطنين. ونبه الدكتور عادل عبد العزيز الأستاذ بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر فرع الزقازيق، أن القرآن الكريم أعطى سيدنا محمد صفتين من صفات الله سبحانه وتعالى وهما (الرأفة والرحمة) وهما من أعظم الصفات التى أعطيت لرسول الله, لافتًا إلى أن تجليات هاتين الصفتين وغيرهما ظهرت فى مواساته (صل الله عليه وسلم) حتى لأهل قتلى المشركين.