الجنيه.. أيوب العملات المصرية.. فى عصره الذهبى كانت الناس تسمع عنه ولاتراه، فقد كان يحيا معززًا مكرمًا فى خزائن القصور.. وفى عصره الورقى، تدنت أخلاقه، فعرف الطريق إلى الشوارع والحوارى وجيوب البسطاء والموظفين.. كان يقف على خط سباق واحد مع الاسترلينى الإنجليزى، بل يسبقه بخطوتين ونصف.. الآن يقف خلفه بأكثر من ثمانية كيلومترات.. كانت لديه القدرة على أن يصرع خمسة دولارات بقوته الهائلة.. أما الآن فهو قادر فقط على التصدى لنصف ساندويتش فول وطعمية بحجم إشارة رابعة.. أما الأمر المؤلم، فهو أنه لم يعد قادرًا على انتزاع كلمة الشكر من منادى السيارات، تعطيه الجنيه فلا تسمع منه كلمة شكر.. بل ربما يتمتم بعبارة روح يا شيخ الله يخرب بيتك!.. الخبراء يقولون إنه لن يستعيد عافيته فى المنظور القريب، وسط الحالة الضبابية المخيفة التى نعيشها الآن، ولا نملك حيال ذلك سوى الدعاء للجنيه.. اللهم حوِّل تضخمه إلى عضلات, وضعفه إلى قوة، وعجزه إلى قدرة شرائية حقيقية مكافأة على صبره وصبرنا عليه.. وإكرامًا لماضيه العظيم.