"ظل ينزف ساعة ونصف، لدرجة أن والدتي ظلت تتوسل للطبيب وقبلت يده لكي يعالج أخي" بهذه العبارات روت مها صبري، قصة مأساوية حدثت بالفعل تعبر عن استمرار مسلسل الإهمال الطبي في المستشفيات الحكومية، بطلها شقيقها الشاب محمد صبري طلبه (18 سنة)، والذي أصيب في حادث سيارة على طريق محور 26 يوليو ، الخميس الماضي ، أثناء توجهه لأداء امتحان في الفرقة الأولى بالمعهد العالي للهندسة المعمارية بالسادس من أكتوبر. وقالت في مداخلة هاتفية، في برنامج "مانشيت "، على فضائية " أون تي في"، مع الإعلامي جابر القرموطي، إنه على إثر هذا الحادث، تم نقله إلى مستشفى "إمبابة العام للموظفين"، وبمجرد وصولنا للمستشفى وجدناه ملقى على سرير بغرفة الاستقبال وينزف بشدة، مما أدى إلى نشوب مشادة بيني وبين الطبيب المعالج له، انتهت برفضه معالجته. وأشارت أن والدتها لم تستطع تحمل ذلك، مما جعلها تتوسل للطبيب، وقبلت يده لكى يعالج أخي، وبالفعل استجاب، ونقل "محمد" إلى غرفة العمليات، وبعد قضائه 5 ساعات خرج وأبلغنا بأن النزيف توقف، والحالة مستقرة. وأكدت أنه بعد مرور نصف ساعة ، أصبحت المستشفى خالية من الأطباء والممرضين تماما، وبعدها جاء أحد أفراد أمن المستشفى، وأخبر خالى بوفاة محمد، مما جعلها تهرول إلى غرفة العمليات، وحينها وجدت شقيقها مكبل اليدين، ووجود خياطة ممتدة من منطقة القلب وحتى السرة، ومخيطة بشكل عشوائى، وأجزاء من المخ بارزة، فضلا عن وجود الطحال على طاولة جانبية عليها معدات طبية غير صالحة للاستخدام . وبسؤالها عن نيتها لتقديم بلاغ للنائب العام، فأعتذرت عن الإجابة، قائلة: لن أستطيع الإجابة بنعم أو لا الآن.