مصر العظمى فخر العرب والمسلمين وأم الدنيا تسير في طريق خطير ومنزلق لا يعلم بقعره إلا علام الغيوب سبحانه وتعالى ومهما قلنا وبرر كل طرف فعله فإن الجميع مشترك من قريب أو من بعيد في القضاء على مصر بل في إحراق مصر وإذا استمر الأمر كما هو عليه فلن تقوم لمصر قائمة إلا أن يشاء الله . فهل من رجل رشيد أو رجال أو جماعة أو حزب أو حتى دولة أخرى تقوم بمبادرة صادقة وواقعية وواعية ومستوعبة لكل الأطراف ومقبولة عند أطراف الصراع . من ينقذ مصر ويوقف سيل الدماء وأمواج الحقد المتنامي الذي يبث صباحا ومساء بين أبناء الشعب ومن يضع حدا لعملية القتل الأخلاقي بين المصريين . إن استمرار سياسة كسر العظام لن تدوم ولن تزيد الأمر إلا سواء وإن سياسة الشغب والفوضى وإرباك الأمن ضررها على الجميع . فمن فارسها وسيدها وقائلها من يقول أنا فيفوز بشرف الدهر وحسن العاقبة إن شاء الله فينقذ مصر ويعيدها إلى طبيعتها أو على الأقل يوقف انهيارها ، إن مصر بحاجة إلى من يكون وسيطا بين طرفي النزاع وأنا على يقين بأن جماعة الأخوان إذا وثقت بالوسيط فلن تتردد في قبول المصالحة فإن ما يمنعها من المصالحة أنها لم ترَ وسيطا تثق به ولم تلمح أي تجاوب وستقبل بتحقيق أي نسبة من مطالبها شريطة الجدية والثقة بالطرف الثالث ، فيمكن أن تكون دولة قطر لعلاقتها ومالها ، ويمكن أن تكون السعودية لنفس السبب ، وأنا أدعو مجلس التعاون الخليجي أن يحقق سابقة سياسية وينقذ مصر بمبادرة صادقة تحترم الأطراف جميعها دون تحيز شريطة ألا تربط بوصاية أجنبية ، مصر بحاجة إلى من يجمع الأطراف ويحمل كل طرف على التنازل عن بعض مطالبه لأجل مصر والشعب المصري فهل من مشمر ؟ من ينقذ مصر لينقذ المنطقة بأسرها قبل فوات الأوان فمازال هناك أمل في العودة إلى الحوار والعقلاء كثير .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.