"إن الشباب لم يجن شيئًا من مكتسبات الثورة وتركوا قوات الأمن، وأجهزة المخابرات للتلاعب بهم"، هكذا نقلت هيئة الإذاعة الألمانية "دويتشه فيله" عن أحد الشباب المصري، ورأت أنه على الرغم من مرور ثلاثة أعوام على الإطاحة بمبارك، إلا أن السياسيين المهميمنين على المشهد السياسي، لم تتغير وجوههم المألوفة، مما أصاب شباب الثوار "بخيبة أمل مستمرة". ولفتت إلى وجود 3 شخصيات من الحرس القديم في الحكومة الجديدة الحالية، وهم المستشار عدلي منصور رئيس البلاد، والدكتور حازم الببلاوي، رئيس الوزراء، والدكتور عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين لصياغة الدستور الجديد للبلاد. وأشارت فيله، إلى أن الثلاثة مجموع أعمارهم مجتمعة يبلغ 221 عامًا، وأوضحت أن موسى الذي وصفته بالدبلوماسي، كان قد بدأ نشاطة السياسي في خمسينيات القرن الماضي في ظل حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وقالت إنه في بلدان أخرى في المنطقة لم يُجن من الربيع العربي إلا نفس الثمار، حيث قامت القوى العلمانية التونسية بتسمية رئيس للوزاراء يبلغ من العمر 77 عامًا. ومن جانبه، رشح حزب النهضة الإسلامي، أحمد المستيري "الديناصور السياسي"، علي حد وصف الموقع الألماني، البالغ من العمر 88 عامًا. وأرجعت "دويتشه فيله"، تهميش الشباب وإقصاءهم بعيدًا عن المناصب العليا، إلى أنه في ظل حكم مبارك، كان من المستحيل تنمية قادة سياسيين من الشباب، ومنح هذا النظام حرية "محدودة" لجماعة "الإخوان المسلمين"، وكانت أي معارضة حقيقية من قبل الجانب العلماني يتم قمعها بأيدٍ من حديد. وكشفت عن أنه بعد سقوط النظام القديم، قام الجيل الجديد من الشباب بتأسيس الأحزاب الليبرالية واليسارية، التي لم تلعب أي دور له قيمة تذكر بالفعل في أول انتخابات حرة شهدتها البلاد بعد أشهر من اندلاع الثورة. وقالت إن النشطاء الشباب قد اعترفوا بأن افتقارهم للخبرة السياسية، ومصادر التمويل هو ما جعلهم على هامش المشهد السبياسي بعد الثورة. ونقلت عن أحد النشطاء، رفض ذكر اسمه، أن نقص التمويل بمثابة عقبة كبيرة لنا، نحن نمتلك مكتبًا واحدًا لحزب "العدل"، لكن علينا مغادرته لأنه ليس لدينا المال الكافي". وعلقت على تصريحه، أنه منذ أن ترك الحزب وانسحب من الحياة السياسية الفعّالة، فقط يشارك أحيانًا في التظاهرات المناهضة للسلطة.