فى نفس هذا المكان كتبت فى الأسبوع الماضى مقالاً بعنوان ( خطة أمريكية لسرطنة أجساد المصريين ) والذى كشفت فيه وبالمستندات عن محاولات أمريكا الخبيثة لتصدير مجزئات الدواجن إلى مصر وهى التى أثبتت الأبحاث العلمية أن من يتناولها يصاب بأمراض الفشل الكلوى والتليف الكبى وألسرطان بأنواعه المختلفة . ورغم مرور أسبوع كامل على تفجيرنا لتلك القضية إلا أن الوزارات المعنية فى مصر لم تبادر بالرد والتوضيح أو تكذيب ما نشرناه وكأننا كنا نتحدث عن الخطر الداهم الذى يطارد صحة المواطنين فى بلد آخر غير مصر . وكشفننا من خلال أراء الخبراء والمتخصصين أن هذه الأجزاء ما هى إلا «زبالة» ونفايات يتم تجميعها من مجازر كثيرة ولا يقوم المواطنون فى تلك الدول بتناولها ولهذا يصرون على تصديرها لمصر . وقلنا إن القوانين فى الدول المصدرة للدواجن وفى مقدمتها أمريكا والبرزايل ومعها عدد من الدول الآخرى التى يتم الإستيراد منها , لا يتم فيها ذبح الدجاجة وهى حية حيث يتم صعقها بالكهرباء وهو ما يؤدى إلى تركزالدماء فى أجزائها الخلفية (الأوراك ) مما يصيب من يتاولها بأمراض خطيرة . والكارثة أنه أثناء عملية الشحن إلى مصر يتم وضع معظم هذه الدواجن فى أكياس وعبوات جديدة ويتم كتابة تاريخ صلاحية عليها لمدة عام قادم للتأكيد على أنها ما تزال صالحة للإستهلاك الآدمى على عكس الحقيقة . والغريب أنه فى الوقت الذى يصرخ فيه الكثيرون من الأخطار الصحية للدواجن المستوردة والمجمدة نجد الجهات الرسمية تواصل فتح باب الإستيراد من الخارج ..والأكثر غرابة أن هذه المنتجات المستوردة تكون مختومة بكلمة (حلال ) - للتأكيد على أنها مذبوحة على الطريقة الإسلامية - وهى كلمة أبعد ما تكون عن الحقيقة على أرض الواقع . فى هذا السياق نفجر مفاجأة مثيرة تتعلق بتحريم تناول الدواجن واللحوم المستوردة - وهنا نؤكد على أن هذا ليس رأينا الشخصى - ولكن هذا هو الرأى والحكم الذى انتهت اليه دار الإفتاء المصرية فى عدة فتاوى لها من أبرزها فتوى الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر السابق وقت أن كان مفتيا للديار المصرية فى عام 1980 والثناية أصدرتها دار الإفتاء المصرية فى عام 2011 . (الفتوى على الرابط التالى http://www.dar-alifta.org/ViewFatwa.aspx?ID=4240&LangID=1 )
حيث أكدت تلك الفتاوى الرسمية الصادرة عن دار الإفتاء المصرية أن اللحوم والدواجن والطيور المستوردة لا تذبح بالطريقة المقررة فى الشريعة الإسلامية، وإنما تضرب على رأسها أو يفرغ فى الرأس حشو مسدس مميت أو تصعق بالكهرباء، ثم تلقى فى ماء يغلى وأنها على هذا الوجه تكون ميتة . وأكدت الفتاوى أن الميتة المحرمة بنص القرآن الكريم، هى ما فارقته الروح من غير ذكاة مما يذبح، أو ما مات حكما من الحيوان حتف أنفه من غير قتل بذكاة، أو مقتولا بغير ذكاة . وأوضحت أن الحيوان الذى أزهقت روحه بالخنق أو حطم الرأس كان ميتة ومحرما بالنص وكذلك الصعق بالكهرباء حتى الموت يعد من باب الخنق، فلا يحل أكل ما انتهت حياته بهذا الطريق . من ناحية آخرى نشير إلى أن وزارة التجارة والصناعة الكويتية قررت منذ أيام قليلة حظر استيراد اللحوم بكافة أنواعها من الخارج، وأكد القرار على حظر استيراد اللحوم والذبائح بجميع أنواعها ما لم تكن مصحوبة بشهادة ذبح إسلامي من أحد المراكز الإسلامية المعتمدة في الخارج والمصدق عليها من وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية الكويتية وذلك كشرط أساسي قبل السماح بدخولها إلى الكويت. وفى هذا السياق نشير إلى أن المجلس الأعلى العالمى للمساجد بمكة المكرمة كان قد اصدر توصية بمنع استيراد اللحوم المذبوحة فى الخارج ، وإبلاغ الشركات المصدرة بذلك، وطالب أيضا بمنع استيراد المأكولات والمعلبات والحلويات والمشروبات التى علم أن فيها شيئا من دهن الخنزير والخمور. وكشف علماء الفقه أن الدجاج والطيور هناك تقتل بطريق التدويخ الكهربائى ثم توضع فى مغطس ضخم حار جدا محرق يعمل بالبخار حتى يلفظ الدجاج فيه آخر أنفاسه، ثم تشطف بآلة أخرى وتصدر إلى دول الشرق الأوسط ويكتب على العبوات ذبح على الطريقة الإسلامية !!! وهنا نتسائل : إلى متى تستمر عمليات استيراد الدواجن المشكوك فى صلاحيتها والتى قدرت فاتورتها فى العام الماضى فقط ووفقا للتقديرات الرسمية ب 13 مليار جنيه ؟ ومن يتحمل وزر إطعام المصريين طعاما محرماً وفقا لنصوص الفتاوى الرسمية الصادرة من دار الإفتاء ؟ وهل حكومات الكويت والسعودية وغيرها أحرص على صحة مواطنيها من الحكومات المصرية المتعاقبة وآخرها الحكومة الحالية برئاسة حازم الببلاوى ؟ والسؤال الاهم : إلى متى تلتزم الوزارات والجهات الرسمية والرقابية فى مصر سياسة الصمت تجاه تلك القضية المدمرة لمصر اقتصاديا ولشعبها صحياً ؟ .