ما اجمل الانجاز والانتصار وما أروعه خاصة عندما لا يقف عند حد الانجاز العادى الذى يمكن ان يحققه الكثيرون ، ولكنه انجاز من نوع خاص انجاز العباقرة اصحاب النفوس العالية والههم القوية والنفوس الابية حين تكسر سدود وتخترق حواجز فرضت على دول العالم الثالث والمنطقة العربية بالذات لحساب الدول الكبرى ، حين تغيير مفاهيم وافكار وثوابت طالما حاول الكبار فرضها وإقرارها علينا بلغة القوة وسياسة فرض الأمر الواقع ، حينما تغير قطر المعايير وتضع معايير جديد لنفسها وتفرضها على العالم بقوة العلم والتكنولوجيا والابداع والابهار لا بلغة القوة والاجبار، حينما تتحدث وتعمل بلسان المهمشين والضعفاءمن دول العالم الثالث فتعمل وتبدع بهدوء وثقة بالغة فتكسر حواجز الضعف والمستحيل وعدم الممكن ...الخ من قاموس الضعف والاستسلام لتصنع قاموسا جديا ليقرر تدريسه على بقية دول العالم هو قاموس اللامستحيل أبدا ، ما وجدت النوايا والارادات الصادقة اننا قادورن على الانجاز كل الانجاز مادمنا نحسن تخطيط وتوجيه واستثمار مواردنا المتنوعة. انتصر المارد النوعى قطرفأنتصر التخطيط والاعداد على الوهم والخداع ، والرؤي الاستراتيجية الممنهجة على الأمانى والاحلام الزائفة ، والعلم والتكنولوجيا على العشوائية والفهلوة . نجحت قطر وفرضت نموذجا جديدا فى ضرورة التفكير فى مساحات الممكن وكيفية استثمارها وتمددها ، نجحت قطر وبعثت الروح فى المنطقة بأسرها . نجحت قطر وقليلة هى نجاحاتنا العربية ، ولكن بحمد الله نجاح مميز ليس كأى نجاح نجاح له ما بعده إن شاء الله . ما اجمل الانتصار على الكبار وخاصة امريكا ، ما اجمل رائحة ومذاق ونشوه الانتصار والاحساس بالزهو والثقة فى الذات والقدرة على الانجاز وملاحقة وسباق الكبار فى كل الميادين، وإن غدا لناظره لقريب إن شاء الله سنلاحق الكبار فى ميادين العلم والتكنولوجيا والآداب والفنون ونسابقهم ونسبقهم ان شاء الله لخدمة شعوبنا والانسان كل الانسان والعالم كل العالم ، لما لا فقد انتصرت قطر وقدمت الحجة والبرهان والشهادة على كل ساكن راكد مهتز الثقة متردد وربما مضيع لموارده فى غير موضعها الصحيح. انتصرت قطر انتصارا لم يصدقه الكبار فثارت ثائرتهم بتصريحات ربما تستغرب من عامة الناس لا حكام وقادة الدول فعكست ما تحاول ان تخفيه عدسات الكاميرا من مشاعر الاستكبار والإستعلاء والعنجهية الظالمة الفارغة ضد الغير حتى وإن كان أكثر منها ابداعا وابهار . أسوأ ما فعلته قطر انها تسببت فى ليلة سوداء وحزينة وساكنة وخامدة وملونة بكل ألوان السواد والحداد والبؤس والاحساس بالهزيمة والانكسار على أمريكا قادة ، وشعبا والعيب ليس فى قطر طبعا ، إنما فى نفوس لم تتعلم كيف تهزم وان تتقبل الخسارة بروح رياضية وهذه مشكلتهم عليهم ان يتعلموا كيف يعالجوها. وان أراداو خبراء نفسيين فلا مانع لدينا من مساعدتهم إن طلبوا ذلك. نموذج ومعيار جديد فرضه المارد النوعى قطر هو نموذج الحاكم الطيب الصالح ذي الذرية النقية الصالحة التى تشاركه العمل الحقيقى فعلا لخدمة وطنها وامتها وتوظف موارده لخدمته ، ألا تشاركونى الرأى انه نموذج فريد وجديد فى العالم العربى ، بكل الامل نتمنى تكراره وتعميمه عبر مدرسة قطرالعربية ، لمن يريد ان يعتبر ويستفيد ويتعلم. بالله عليكم هل رأيتم شعبا بل وأجانب مقيمين يدعون لأميرهم فى صلاتهم بكل حب واخلاص ، قد لا يستوعب البعض ذلك فربما العكس هو السائد فى كثير من الأحيان ولكن هذا هو الكائن فى قطر ، وصورة الفرحة الصادقة فى عيون الجمهور المتنوع الجنسيات لحظة اعلان النتيجة ابلغ من أى قول . بالتأكيد لم تعد كرة القدم كما كانت مجرد لعبة شعبيةاولى يتجمع حولها الآلاف والملايين فى شتى بقاع المعمورة ، ولا مجرد وسيلة لتعارف وتلاقى وتآخى الشعوب ، ولا صناعة كبيرة ممتدة الاطراف فى مجال الاعلام والمؤسسات الاقتصادية والطب والرياضية والمنشئات والصناعات التابعة لها والبورصات العالمية و ...الخ إنما اصبحت آداة وذراعا للقوة والنفوذ والثقافة والسياسة وهذا ما حدى بأغلب رؤساء الدول المرشحة لحضورحفل قرعة والاختيار. استقبال وتنظيم المونديال له عائداته الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية البالغة الاهمية ، وفيه اختصار لكثير المسافات والازمنة فى مجال التنمية والنهضة ، وهذا ما ستشهده قطر خلال الفترة المقبلة ، من تسريع لعجلة المشاريع التنموية وتسويق قطر كسوق استثمارى واعد لاستقطاب الاستثمارات الاجنبية وفتح آفاق وفرص عمل جديدة وتفعيل الحراك الاقتصادى بشكل عام . السؤال الذى يطرح نفسه بقوة كيف نجحت قطر بين هؤلاء الكبار فى وقت حاول فيه الكثيرون قبل ذلك ولم يجاوزا الصفر ، اجابة تحتاج الى وقفة ومراجعة كبيرة على كافة المجالات والاصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية اترك لحضراتكم عصف الاذهان للاجابة عليها. المهم ان قطر العربية نجحت وهذا نجاح وإنجاز لكل عربى اولا ولكل محاصرداخل أوهام ذاته ، ومهمش وضعيف وصغير ، تغيرت المفاهيم والمعايير المهم ان نفكر ونطمح ثم نعمل العمل الصحيح وبالتأكيد سننجح إن شاء الله والسؤال الآن لماذا لا تحلم الدول العربية بمزيد من المشاركة وبلوغ المربع الذهبى ؟ لازم نحلم ربما تكن السعودية او مصر او الجزائر او قطر ضمن المربع الذهبى شرط ان نتحرر من قيودنا الذاتية ونحلم ثم نخطط ثم نعمل . شكرا سموأمير قطر، شكر شعب قطرالطيب ، أعدتم الأمل ورسمتم البسمة على شفاه ملايين العرب مستشارتخطيط وبناء القيم