لم اذهب يوم 28 نوفمبر الماضي للإدلاء بصوتي فى انتخابات مجلس الشعب.. ولن اذهب يوم الإعادة .. فلم يعد لصوتي قيمة . فقيمتي الحقيقية هي فى صيامي عن التصويت وبالمرة عن الكلام . لن اذهب وإن اتهمت بالسلبية والانسلاخ عن آمال الناس وهمومهم . كيف اذهب وقد أعلنوها صراحة أن الانتخابات حرة ونزيهة ومن قال بغير ذلك ففي قلبه مرض ؟ هكذا قالوا ورأوا وإن رأها العالم كله أنها كانت تمثيلية ومسرحية ؟ كنا نعلم أنها مسرحية إلا أنهم اخفقوا فى إخراجها ؟ قاموا بالتسديد نيابة عنى واختاروا من يريدون ؟ وبئس ما فعلوا ؟؟؟ صوتوا نيابة عن والدي والذي رحل عن دنيانا منذ أكثر من ربع قرن أو يزيد .. أخرجوه من قبره لينفض التراب عن وجهه وكفنه ليرى عالماً آخر لم يعهده من قبل .. فهذا ليس عالمه الذي عرفة حيث الكذب والدجل والنفاق والشعوذة الخ ؟ صوتوا نيابة عن والدتي وهى التي رحلت عن دنيانا منذ زمن بعيد.. أدلت بصوتها وهى فى العالم الآخر وان حرصت فى حياتها على الانزواء والابتعاد عن كل ما يتعلق بالعملية الانتخابية .. وصوتوا نيابة عن عمتي وإن مات والدي وحيداً فريداً لا شقيق له ولا شقيقة.. وصوتوا نيابة عن الواد بقة وحناطة والتوربينى قاتل الأطفال وان نفذوا فيهم حكم الإعدام .. حتى سفاح الصعيد لم يتخلف أيضا فقد ذهب إلى لجنته الانتخابية وأدلى بصوته.. لقد قاموا بالواجب نيابة عنا جميعاً لأنهم أدركوا إننا لم نبلغ سن الرشد وفينا من هو فاقد الأهلية .. جاءوا بنوابهم وإن شئت قل شخوصهم .. جاءوا بهم فرادى وجماعات وان لفظهم البشر والشجر والدواب .. جاءوا بهم لأن شعارهم واحد وهدفهم كذلك (مصلحتي أولا وأخيرا ) الذين اسقطوا فى الانتخابات لم يخسروا ولم يضاروا فالخاسر الوحيد هي مصر التي فى خاطري وهى أيضا فى القلب والعقل والوجدان.. ولك الله يا مصر ؟؟؟