نفى الشيخ احمد الفهد ادعاء وزير إيراني بأنه اعتذر للإيرانيين عن تسمية الخليج العربي في احد المطبوعات لمناسبة رياضية وكان الإعلام الإيراني قد كثّف نقل هذا الاعتذار المزعوم ضمن الحملة التي أطلقتها إيران وسخّرت لها إمكانيات وجهود لتتبع مصطلح الخليج العربي واستئصاله ومطاردة من يتبنى هذه التسمية الطبيعية التاريخية للخليج العربي الذي كان قديما ولا يزال عربيا ولا يزال ساكنيه على الضفتين عرب حيث إقليم الأحواز العربي وسلطنته العربية القديمة لم تسقط إلاّ بعد الاحتلال الإيراني عام 1925 م وهي مدة قريبة جدا لم ولن تغير التاريخ الطبيعي . ومن المؤسف أنّ الدعاية الإيرانية قد أثّرت على عدد من العرب وبعض مؤسساتهم وحتى لا يظن البعض أنّ القضية هي مجرد تعصب نشير للحقائق التاريخية التي قد تكون غائبة عن البعض مع معرفة المتخصصين في ميدان البحوث والدراسات التاريخية بالمغزى الخطير والبعد الاستراتيجي لتثبيت المصطلح الاستعماري لإيران لمسمى الخليج العربي وتكريسه بالفارسي , إن خطأ البعض مرده إلى كونه يرى أن الخليج خلال الاستعمار الغربي المتنوع وبالذات الانجليزي قد ازاحو تسمية خليج العرب المستفيضة في كل الخرائط والوثائق التاريخية وقد يسمى خليج البصرة وخليج البحرين لتبعة الجزء إلى الكل كسواحل وخلجان وهذه القضية محسومة علميا وقد عرض برنامج الجزيرة الوثائقي أرشيفهم وتاريخنا في الحلقات التي تناولت قضايا الخليج هذه التسمية التي تنسب الخليج للعرب قديما بالصور والخرائط وهذه خطوة طيبة من الجزيرة تنشر ثقافيا ما نجهد مع الباحثين في تاريخ المنطقة لتحقيقه توعويا وهو يحتاج إلى اهتمام كبير من المؤسسات الإعلامية في الخليج العربي. ووهم البعض هو انه يستغرب من تمسكنا بالتسمية العربية ويعتقد أن الزعيم الكبير الراحل جمال عبد الناصر رحمه الله لتوجهه العروبي هو من طرح هذه التسمية نهاية الخمسينات !! لأنّ هذا البعض يشاهد الخرائط التي اعتمدها الاستعمار الغربي وهدف مبكرا لنقض البعد العربي للمنطقة خاصة بان قوى المقاومة العربية وبالذات اليعاربة العمانيين والقواسم في ساحل الامارات وقبلهم الجبور العقيليين الأحسائيين شكلوا ترسانة مقاومة للنفوذ الاستعماري الغربي للخليج قدمت الآلاف من الشهداء فكان الغرب يحقد على العرب حيث لم تكن مواجهته مع سلطنة هرمز وفارس كما هي مع عرب الخليج وساحلهم ولذلك ساهم الانجليز في تسليم جزر الشارقة الإماراتية لإيران , وهذا هو سر خطأ البعض الذي يشاهد نصوص هذه الفترة وخرائطها ولم يدري بأنّ التسمية العربية قديمة جدا تماما كما هو الوجود العربي . إنّ هذه القضية ذات أبعاد ثقافية خطيرة وليس عذراً مقبولا ما يقوله البعض من أنّ النفوذ الاستعماري السياسي والعسكري القديم والحديث يهيمن على المنطقة وبالتالي لا معنى للتسيمة , الأمر ليس كذلك فالاسم والمسمى له بعد معنوي ونفسي للتاريخ الوجودي والبعد الاستراتيجي دأبت الدول والحضارات على تكريسه والذي يرصد حجم التعصب والعنف الإعلامي والسياسي والطرد من الأراضي الذي يمارسه الإيرانيون على من يطلق مسمى الخليج العربي يدرك حجم المعركة التي تخوضها طهران ولا تبالي بأي تهمة تعصب في سبيل فرسنة الخليج . تنبه الشيخ فهد الأحمد نرجو أن يكون بداية لمعالجة الثغرات الكثيرة التي اخترقتها طهران في هذه القضية مؤخرا ومنها التصريح المؤسف لسفير الكويت في طهران الذي نسب إليه الإيرانيون تصريح يؤيّد فرسنة الخليج ولم يصدر تصحيح ولا نفي وهكذا تُكثّف طهران هجومها الإعلامي لتُخضع العالم والمنطقة لمصطلحها وما تحمله من نوازع توسّع على المنطقة واستقرارها , ولذلك فان مهمة وزراء الإعلام والتربية والثقافة الخليجيين والمؤسسات الرسمية والأهلية يجب أن تتواصل مع المثقفين العروبيين في الخليج العربي ليس للتسمية فقط بل للتوثيق والتوعية بالتاريخ العروبي الإسلامي لمنطقة الخليج العربي لتربّى الأجيال عليها وتوثقها الأعمال الثقافية والفنية وخاصة بأننا نواجه هجوما عنيفا من الغرب ومن الشرق ينزع الهوية عن الخليج العربي , والأمة والمنطقة التي تنزع ذاكرتها وتاريخها تفقد أول الأسوار وامنعها إنها ذاكرة الانتماء وحين ينزع الانتماء تسهل مهمة الخصم للاختراق فلا تسلموا خليج العرب واستيقظوا قبل السقوط .