الأخ الفاضل / محمود سلطان حسنا فعلتم بفتح ملف العلمانية و العلمانيين و بيان مدى خطورة هؤلاء على المجتمع بما يبثوه و ينفثوه فيه من آراء و أفكار مسمومة. و يحضرنى هنا كلمة الشيخ محمد الغزالى - رحمه الله تعالى- فى أحد كتبه ، و هوالذى كان يشن حربا لا هوادة فيها على العلمانيين و دأب دائما على فضحهم و كشفهم بالإسم، كان يقول رحمه الله "لماذا نقول العلمانيون؟ لماذا لا نسميهم بأسمائهم ؟ بل هم المرتدون... ".إلا أننى أود هنا أن نفرق بين نوعين من العلمانيين، الصنف الأول هو من تطرحونه فى مقالاتكم بالنقد و الكشف و أحسب أيضا أنهم هم من عناهم الشيخ الغزالى رحمه الله بقولته.. و الصنف الثانى هم طائفة ترتدى لباس العلمانية، و يدعون إلى فصل الدين عن الحياة السياسية و حسب، موقنين بصحة مقالتهم و متأثرين بالتيارات الغربية-فى الأغلب- ، إلا أنهم فى حياتهم الخاصة لا يعادون الدين بل قد تجد بعضهم من المجتهدين فى الطاعات و العبادات، و هؤلاء أزعم أن آفتهم الرئيسية هى الجهل.. بسبب النشأة أو النهل من ثقافات مختلفة. و ما إن تبدأ فى الحديث إلى أحدهم و شرح و بيان بعض حقائق الدين، تجد منهم من يقتنع و يبدأ فى مراجعة أفكاره و مبادئه، فتجد البعض منهم بدأ علمانيا او ماركسيا أو ليبراليا ثم إنتهى إسلاميا.. و أضرب هنا مثالا واحدا بشخص قد إقتربت منه كثيرا و أحببته كثيرا، و هو أحد عمالقة و اساتذة الصحافة فى مصر، و هو كان من الصنف الثان، من المؤمنين بالفصل التام بين الدين و السياسة و عدم صبغ أى شكل من أشكال الحياة السياسية بصبغة الإسلام، و الحق أننى عندما حاورته فى كثير من الأمور فوجئت – بل ذهلت- لمدى سطحية و ضعف المعرفة بأبسط مبادئ الدين الحنيف، و أحيانا عندما كنت أواجهه ببعض الحقائق من صميم الدين و القرأن و السنة و التى من المفترض أن يلم بها أى مسلم، كان ينظر إلى باستغراب و إنكار و لا يحير جوابا، و يبدأ فى الهجوم فى شق آخر من الموضوع...و ألفت النظر هنا أنه كان من المصلين المسبحين المتصدقين و ممن يرفضون التورط فى أذى أى إنسان بأى شكل من الاشكال و فوق ذلك كله كان تحريه الصدق فى كل شئ فى حياته و أمانته فى الحديث و الكتابة شئ مبهر و معجز فى هذا الزمان، مما حدا بى إلى حبه حبا شديدا و إكبار و إجلال أمانته و صدقه و طهارة لسانه، و من ثم أعذرته فى أفكاره التى يؤمن بها و أرجعتها إلى ظروف نشأته التى لم تتح له النهل من مصادر الثقافة العربية الإسلامية الأصيلة.. و مثل صاحبى كثير، لذا فأرجو من سيادتكم أخذ هذا فى عين الإعتبار و عدم وضع الجميع فى سلة واحدة... مع خالص تحياتى، راشد عمار