تاريخياً.. ومنذ قرابة ثلاثة عقود تسيطر جماعة الإخوان المسلمين على نقابة اطباء مصر، ويسيطر مجلس الادارة ذو الغالبية «الاخوانية» على مبنى النقابة بشارع قصر العيني والمعروف ب«دار الحكمة». ويوم الجمعة الماضي واجه الاخوان أول هزيمة مدوية لهم في انتخابات التجديد النصفي، في مؤشر خطير على تراجع شعبية «الجماعة»، وفقدان سيطرتها على واحدة من أهم النقابات التي كانوا يعتبرونها «تحت السيطرة». لا يعنيني كثيراً تفاصيل الانتخابات، ولا ارقام النتائج الدقيقة، ولا مَنْ هم قيادات قائمة «تيار الاستقلال» التي اطاحت بقائمة «أطباء من أجل مصر» الاخوانية، انما يعنيني ان شعبية الجماعة قد انخفضت الى درجة بدأ معها فقدان السيطرة على «النقابات» والتي طالما تباهت قيادات الاخوان بالدور الحيوي والمهم الذي تقوم به هذه «النقابات» وقياداتها الاخوانية في دعم وتثبيت قواعد الجماعة لدى الشارع المصري. كما أن استعادة «تيار الأطباء المستقلون» لدار الحكمة هو مؤشر قوي وواضح على تراجع شعبية الإخوان ونفوذهم، وغياب التعاطف مع كوادرهم «الطبية» التاريخية التي يبدو أن الشعارات الدينية التي رفعوها لم تعد تجذب أصوات المتدينين من خارج كوادر الجماعة،.. وهو ما يعطي مؤشرات تستحق النظر حول حجم التعاطف مع كوادر الإخوان في أي انتخابات أو استفتاءات مقبلة في مصر. .. الأهم وغير المفهوم أن قيادات الإخوان رفعت شعاراً «وهمياً» بمقاطعة الانتخابات والاستفتاءات في ظل غياب «الرئيس الشرعي المختطف»!!.. حتى أن كبيرهم، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي دعا المصريين أثناء خطبة الجمعة الماضية بمسجد عمر بن الخطاب بالدوحة.. إلى عدم المشاركة في أي انتخابات وقال بالحرف الواحد: «ليس هناك انتخابات ولن ينتخب أحد من الأحرار، لأن الأمر واضح، عودوا إلى الأمر الصحيح، مرسي هو الحاكم يأتي ويتفق مع إخوانه ومع الشعب ومع البلد كله». وبغضِّ النظر عن علاقة خطبة الجمعة بمسجد في «الدوحة» بالانتخابات في مصر،.. فمع الأسف يبدو ان دعوة الشيخ الجليل لم ولن تجد صدى لدى كوادر الاخوان الذين اصروا على خوض انتخابات «دار الحكمة»، وسيصرون على التصويت في الاستفتاء على الدستور، وخوض انتخابات مجلس النواب ترشحا وانتخابا، وربما الانتخابات الرئاسية ايضا!!.. بينما يرفع سدنتهم وموجهوهم شعارات جوفاء «تحرِّم» على شعب مصر استخدام حقه «الطبيعي» في التصويت على دستور مصر، وانتخاب مجلس نواب مصر. {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} (سورة الصف - الآيتان 2 و3). وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter@hossamfathy66