شهدت الساعات الماضية حملة دعائية شرسة من جانب الحزب "الوطني" ضد جماعة "الإخوان المسلمين"، من خلال "بوسترات" في شوارع القاهرة وعواصم الأقاليم والمدن الكبرى تحذر من خطورة الجماعة على المجتمع، وتربطها بأعمال العنف التي ضربت مصر خلال تسعينات القرن الماضي. تضمنت الملصقات صور للمرشد العام السابق ل "الإخوان" محمد مهدي عاكف مصحوبًا بعبارة "طظ في الشعب المصري" والتي كانت محور هجوم ضده، بعد أن أدلى بها في سياق حوار نشرته عام جريدة "روز اليوسف"، وكذلك صورة للنائب الإخوان أشرف بدر الدين وهو يرفع حذاءه تحت مجلس الشعب، ردا على اتهامات النائب نشأت القصاص لأعضاء الجماعة بأنهم "خونة للوطن وعملاء لحركة حماس". وكان لافتا انطلاق حملة الدعاية المضادة قبل ساعات فقط من توجه الناخبين إلى مراكز الاقتراع، وفي أعقاب شكاوى مرشحي "الإخوان" وأنصارهم من عمليات التضييق التي تعرضوا لها خلال حملة الدعاية الانتخابية التي انتهت رسميا الجمعة. وعلمت "المصريون"، أن هذه الملصقات التي جاءت بدعم وضوء أخضر من قيادات رفيعة داخل الحزب "الوطني" ستوزع على الناخبين في مختلف الدوائر الانتخابية على مستوى الجمعهورية، في محاولة لتشويه صورة الجماعة أمام الرأي العام في مصر، والتأثير على عملية التصويت لمرشحي "الإخوان". وتقف مجموعة من رجال الأعمال التابعين للحزب وراء تمويل تلك الحملة، سعيا لقطع الطريق على الجماعة للفوز بعدد من المقاعد، وعدم تكرار سيناريو انتخابات 2005 وهو ما أقلق الحزب بشدة، وبعد أن لاحظوا أن التضييق الأمني ضد مرشحي الإخوان أتى بنتائج عكسية، كانت محصلته زيادة شعبية الجماعة والتضامن معها. من جانبه، استنكر محمد سعد الكتاتني، زعيم كتلة "الإخوان" في المجلس المنتهية مدته، والمتحدث الرسمي باسم جماعة "الإخوان المسلمين" حملة الملصقات التي يقوم بها الحزب الحاكم ضد "الإخوان"،. وأضاف في تصريح ل "المصريون"، إن التصاق المواطن بمرشحي "الإخوان" هو الذي حرك أنصار الحزب "الوطني" إلى شن هذه الحملة بمباركة ودعم قيادة الحزب، والتي وصفها ب "الإرهاب السياسي". لكن الكتاتني قال إن الجماعة اعتادت على مثل هذه الحملات كما حصل عشية الانتخابات الماضية التي جرت في 2005 حيث شن الإعلام الحكومي آنذاك حملة شرسة ضد الجماعة، لكنها أتت بنتائج عكسية، حيث وجهت الجماهير صفعة شديدة للحزب الحاكم وصوتت آنذاك لصالح مرشحي "الإخوان" وهو ما قال إنه سيتكرر في انتخابات هذا العام.