في الدقيقة 30 توقفت اذاعة الشباب والرياضة عن وصف مباريات الدوري مساء الخميس الماضي وكنت اتابعها على موقع الاسماعيلي اون لاين حيث انني أقيم خارج مصر حيث لا يصل بث هذه الاذاعة، لتقدم اعلانات ليست تجارية في معظمها، يعني ببلاش، واعلانا آخر يجهز المستمعين لمتابعة مباراة الأهلي مع الاتحاد التي كانت ستبدأ بعد ربع ساعة والاحتفاء بالناقد الرياضي الدكتور علاء صادق الذي قام بتحليل المباراة عبر موجات الشباب والرياضة. قبل هذه الدقيقة كان ميكرفون الاذاعة يتنقل لوصف مباراة الاسماعيلي والالمونيوم في الاسماعيلية، والكروم وحرس الحدود في الاسكندرية. في الأولى الاسماعيلي متقدم بهدف، وفي الثانية الكروم بهدفين، كما كان الميكرفون ينتقل لوصف مباراة في كرة الطائرة أو اليد، لست أدري فلم أكن مركزا بدرجة كافية! انتظرت أن يعود البث للاسماعيلية أو الاسكندرية بلا فائدة، ثم فوجئت ببدء الحديث عن مباراة الأهلي والاتحاد!! اتصلت بمذيعة معروفة في الاذاعة لأسألها عن السبب، فطلبت أن أعود إليها بعد دقائق حتى تستقصي وتعرف.. بعدها عرفت منها أن مسئولا في مكتب وزير الاعلام اتصل بهم مطالبا بالتركيز على المباراة التي تهم الناس في مصر وتهم المعلنين، وقال لهم بالحرف الواحد: يعني ايه اندية الاقاليم، من يتابعها غير بعض أهلها الذين يشجع معظمهم أيضا الأهلي والزمالك! والغريب أن موقع الاسماعيلي اون لاين تورط بحسن نية في سياسة اعلام انس الفقي بترك المجال على الموقع للاذاعة ومحللها علاء صادق يتحدثون عن المباراة الأهم حتى بعد أن أعلن مذيع في الاذاعة أن مباراة الاسماعيلي انتهت بفوزه بالهدف اليتيم الذي أحرزه أبو جريشة، والثانية انتهت بفوز الكروم بهدفين لهدف! إذا كان التليفزيون أصبح قاصرا تماما على اذاعة مباريات الاهلي والزمالك بعد وقف بث القنوات الاقليمية على الستالايت، فهل امتدت أوامر وزير الصدفة إلى اذاعة الشباب والرياضة التي تميزت في السنوات الأخيرة بقدرتها على اذاعة جميع المباريات من اقصى الصعيد إلى الاسكندرية في وقت واحد؟! ما هذا الخنق يا فقي، وما هذه العجرفة والأوامر القيصرية والمركزية؟! التليفزيون كما يقول الاستاذ عادل السعيد يدفع نصف مليون جنيه عن المباراة الواحدة التي يذيعها للأهلي أو الزمالك، وهذا معناه ان الدولة تدعم بطريقة غير مباشرة كلا من الناديين بخمسة عشر مليون جنيه، ثم بعد ذلك يطالبون أندية الأقاليم بأن تجد طريقة تدعم بها نفسها بنفسها! عموما لا موقع في مصر إلا لأصحاب الجاه والنفوذ، الذي يستطيعون الضغط والتأثير، فالاعلام الحكومي قرر أن مساحة مصر لا تتجاوز القاهرة، وأن ما عداها من المحافظات هي أبعديات أو مناف لا يجب النظر إليها! وحسب نظرية الاعلام الحكومي ووزيره، ليس امامنا سوى أن نتابع مباريات الأهلي والزمالك، وعلى جميع المواهب الكروية المصرية أن تنضم إليهما لنيل الشهرة والمال والجاه، أما الأندية الأخرى فهي كمالة عدد للتخديم على هذين الناديين! عموما لا مخرج سوى ما فعله موقع الاسماعيلي اون لاين بانشاء محطة اذاعة يمكن ان يسمعها المصريون البعيدون عن بلدهم، لكن على الموقع أن يجعلها خاصة به تماما، لها مذيعوها ومعلقوها ولا يعتمدون على النقل من هذه الاذاعة التي أعلن وزير الاعلام أول أمس تأميمها لصالح الأهلي والزمالك! [email protected]