استنكر الاعلامى الساخر باسم يوسف حالة الاستقطاب السياسى التى تشهدها البلاد من كافة القوى المتصارعة بين مؤيدى خارطة الطريق بعد ثورة 30 يونية ومؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى. وأوضح عبر مقاله الذى نشره بجريدة الشروق اليوم تحت عنوان "تعاطفك لوحده كفاية" أن الوسيلة التى تُتبع الأن فى المعارضة هى "شيطنة" الخصوم مستنكراً التوصيفات التى أصبحت تطلق على كل من يتعاطف على قمع ال "بنى أدمين" أو قتلهم ما بين التخوين والتكفير بحسب توجه من يقوم بالحكم لافتاً إلى أن كل الأطراف فقدت تعاطفها مع الأخر حيث أن كل طرف لايرى سوى من يقعون فى جانبه. واستشهد ببعض المواقف قائلاً:"إن عبرت عن ضيقك وغضبك بسبب حكم حبس بنات إسكندرية الذين حصلوا على البراءة لاحقاً يبعث لك صديقك بصورة لجنود كرداسة الذين تم قتلهم ظلما وبهتانا ويقول لك "لو زعلان على دول، افتكر دول" .. لو عبرت عن حزنك لمقتل الجنود فى سيناء تنشر الصفحات الإخوانية صورا من رابعة وتقول: "لو زعلت على دول، افتكر الأول دول" وأكد أن الموضوع لم يعد تذكيراً بمن قتلوا سواء هنا أو هناك إنما تحول إلى متاجرة لنزع أى تعاطف مع من تبقى حيث أن ما نراه الآن فى الحياة السياسية لم يعد مجرد عداوة أو خصومة سياسية بين أطراف متصارعةلأن الكراهية المتبادلة متوقعة من الأعداء السياسيين وينعكس ذلك على سعيهم لتعميق البغضاء بين قواعدهم وقواعد منافسيهم إنما ما نراه الآن هو تغلغل هذه الكراهية إلى الأشخاص العاديين لنزع أى نوع من الرحمة والتعاطف مع من يفترض أنهم "بنى آدمين" وأشار إلى أن الكل أصبح متربصا للأخر فغير مسموح لك حتى أن تحزن أو تتعاطف مع من يشاركونك هذه الحياة بدون تقديم كل ما يثبت أنك على نفس الخط الفكرى والسياسى حتى يتم قبول حزنك مضيفاً أنه لا ينكر أن هناك استقطابا حادا فى المجتمع، لكن مايحدث ليس استقطاب، إنما " استهبال" متابعاً :"بصراحة إحنا كده رايحين فى سكة نكد" موضحاً أن ما نراه الآن هو نسخة مصغرة مما حدث فى دول قبلنا فقدت القدرة على التعاطف مع إخوانهم فى الانسانية فتبلدت مشاعرهم، فأصبح الموت ليس فقد خبراً يوميا بل عقاب يستحقه من يختلفون معهم. وأردف :"القتل تحول إلى رقم، والمحبوسون مجرد ضرورة للأمن القومى. وكل طرف يتعالى على الآخر معتبرا أن قتلاه أطهر وأشرف من الآخر .. أنت لست فى حاجة لأن تبرر حزنك على من ُقتل. ولست بحاجة أن تسبق ترحمك عليه بتوضيح موقفك أنك حزين أيضا على من ُقتلوا من طرفك" وطالب باسم فى نهاية مقاله الشعب بالتعاطف قائلاً "تعاطفك لوحده كفاية" نافياً طلبه من أى فصيل سياسى أن يبدل موقفه أو أن يقلل من تعصبه ناحية طرف مؤكداً أن كل ما يطلبه أن يفعل كل طرف ما تمليه عليه طبيعته البشرية.