مآسي المسلمين في كل مكان، لا تجد يدًا حانية - كما قال أحدهم، ويا بئست "الحِنِّيَّة" التي ذاقها المسلمون على يديه - ولا قلبًا يقِظًا، ولا قوة حامية؛ بل معاناة شديدة في أوطانهم وخارج أوطانهم، يتسلَّط عليهم أراذلُ الخَلق، أهذا يليق بأمة القرآن؟! ينزف جرحٌ جديد في قلوبنا، ولا نملِكُ له شيئًا إلا الدعاء، 90 ألف مسلم يعانون الإبادة والاضطهاد والنَّبذ والتَّطهير العِرقي في دولة بائسة فقيرة لا ذِكر لها.
فها هي أنجولا تستغلُّ ضعف المسلمين وانشغالَهم بمشاكلهم الداخلية، وتُقدِم على جريمة شنعاء؛ فهي تحاول أن تجتذَّ جذور الإسلام في أنجولا.
في الوقت الذي تتسلط القلة النصرانية في مصر على الأغلبية المسلمة، وتريد أن تصنع دستورًا يوافقُ هواها، ويقضي على كل مادة تدلُّ على هُويّة مصر الإسلامية.
المسلمون في أنجولا يبلغ عددهم - حسب التقديراتِ الرسمية - 90 ألفَ نسَمة من إجمالي عدد السكان البالغ 18 مليون نسمة، ولا تعترف أنجولا بالإسلام كديانةٍ دستورية.
وقد أزعج السلطاتِ الصليبيةَ في أنجولا وبعض القوى الإقليمية الدولية التي يُزعِجُها تنامي الإسلام في القارة الإفريقية - تسارُعُ نموِّ الأقلية المسلمة الناشئة بشكل كبير عن طريق هجرة مسلمين من بعض دول غرب إفريقيا، مثل: نيجيريا والسنغال والنيجر، واعتناق الأنجوليين الإسلام.
وقد كشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسانِ عن عمليات تضييقٍ وتمييزٍ يتعرَّض لها مسلمو أنجولا، وعلى رأسها إغلاقُ مساجدهم، والربط بينهم وبين الإرهاب في وسائل الإعلام.
وبحسب بيان المفوضية فقد تم إغلاقُ أربعة مساجد في العاصمة لواندا من قِبَل الشُّرطة في عام 2006.
وفي سابقة خطيرة من التبجُّح إذا بوزيرة الثقافة في أنجولا روزا كروز دسيلفا تُعلِن حظر الإسلام في أنجولا، ومنع ممارسة شعائر الإسلام على ترابها؛ حيث تنظُر إلى الإسلام كطائفة وليس دينًا، وشرَعت في هدم المساجد بحسب ما نقلته الصحفُ الرسمية الأنجولية.
كما نسبت صحيفة "لانوفيل تريبيون" المغربية الناطقة بالفرنسية، ل"روزا كروز"، وزيرة الثقافة الأنجولية: "سنعيد النظرَ في قانون حرية الأديان، وسنكثِّف حربَنا ضد الإسلام المتطرف الذى ينتشر في إفريقيا، وسنمنع ممارسةَ شعائر الإسلام على ترابنا"، وتابعت: "لم يتمَّ تقنين التعبُّد به كديانة من قِبَل وزارة العدل وحقوق الإنسان، مثل الأديان الأخرى، والمعابد ستغلق حتى إشعار آخر"، في إشارة منها إلى المساجد، وتواترت أنباءٌ عن بدءِ حملة حكومية وأهلية لهدم المساجد.
وصرَّح الرئيس الأنجولي، خوسيه إدواردو دوس سانتوس، لصحيفة "أوسون" النيجيرية، أن حملةَ بلاده على الإسلام "أنها تعني نهايةَ التأثير والنفوذ الإسلامي في بلادنا".
وأشارت تقارير صحفية إفريقية إلى أن المسجد الوحيد في العاصمة "لواندا" تم هدمُه وتسويتُه بالأرض، وسبَق لسلطات المدينة تفكيكُ مئذنتِه في أكتوبر الماضي، وعلَّق حاكم العاصمة على الهدم لإذاعة محلية معادية للإسلام، بأن "المسلمين المتطرفين ليس مُرحَّبًا بهم في أنجولا".
وأضاف: "الحكومة ليست مستعدةً لإضفاء الشرعية على المساجد، وستمنَعُ - من الآن فصاعدًا - بناءَ الجديد منها".
فمن لهؤلاء؟ فعلى دول العالم الإسلامي أن تقفَ موقفًا لنصرة هؤلاء المساكين، وأن تتَّخذ خطواتٍ عقابية ضد أنجولا؛ كقطعِ العلاقات السياسية والاقتصادية، والضغط المتواصل من منظَّماتِ حقوق الإنسان، والتركيز إعلاميًّا على قضية مسلمي أنجولا، بإفرادِ مساحاتٍ مناسبة في وسائل الإعلام المختلفة، وحثِّ عموم المسلمين على الاهتمام بقضيتهم والدعاء لهم.
فهذا أقلُّ ما نقوم به تجاههم.
والحذر من انتقال هذا السيناريو بعد بورما وأنجولا إلى دول أخرى، فلا بد أن ينتفضَ العالَمُ الإسلاميُّ بمنظَّماته وهيئاته ودوله وشعوبِه نجدةً لهؤلاء المستضعَفين.