فى نفس هذا المكان كتبت فى 20 نوفمبر الماضى مقالاً بعنوان : ( إقرأ بنفسك وحكم عقلك ) ..وقلت فيه لكل مواطن مصرى على إختلاف إنتماءاته السياسية والحزبية : (إقرأ النسخة الرسمية للدستورعلى الموقع الرسمى للجنة الخمسين ودون ملاحظاتك على المواد التى تستوقفك وبعدها إحكم بنفسك حتى يكون قرارك من رأسك سواء كنت مؤيداً أو معارضاً لمواد الدستور الجديد فهذا حقك ولا ينازعك فيه أحد, وإعلم جيداً أن معظم المؤيدين والمعارضين لهم حسابات وتوجهات شخصية فكن أنت سيد قرارك ) . وقلت : لا تستمع لما يقوله المؤيدون لثورة 30 يونيو وهم من أنصار النظام والحكومة الحالية إن الدستور الجديد سيكون أعظم الدساتير فى تاريخ مصر وأنه سوف ينقلها إلى مصاف الدول الديمقراطية أو أنه سيمنح المواطنين حقوقهم كاملة .. وفى المقابل لا تستمع لأصوات المعارضين لثورة 30 يونيو والذين قالوا أو سيقولون أن الدستور الجديد سيعيد العسكر لحكم مصر وبالتالى إعادة (عسكرة ) معظم المناصب الهامة فى الدولة ..وأن الدستور الجديد يتضمن مواد تخالف الشريعة الإسلامية . ولأننى من أنصار المشاركة وليس المقاطعة للإستفتاء على الدستور الجديد لمصر سواء كانت المشاركة للتصويت ب ( نعم ) أم ب ( لا ) – فهذا حق لكل مواطن – فإننى أعلن رفضى لمطالبة د. محمد محسوب نائب رئيس حزب الوسط، ووزير الشئون القانونية والبرلمانية السابق بمقاطعة عملية الاستفتاء علي دستور 2013 بحجة أن مجرد المشاركة في الاستفتاء سيعطي لما أسماه الانقلاب شرعية , مطالباً جميع طوائف الشعب بالمقاطعة. وطالب "محسوب"، كافة القوي الثورية التي شاركت في ثورة 25 يناير بالمقاطعة, مؤكداً أن المجتمع الدولي لن يعترف بالدستور طالما قاطعه الشعب . فى المقابل أعجبتنى التصريحات الصادرة عن ما يسمى بتحالف دعم الشرعية، والذى تراجع عن موقفه من مقاطعة الاستفتاء على الدستور ، وتأكيده فى بيان له أنه لم يتخذ حتى الآن قرارا بشأن المشاركة أو مقاطعة الاستفتاء على الدستور.. وأتمنى كمواطن مصرى ليست له إنتماءات حزبية أو سياسية أن يكون الرأى النهائى للأحزاب التى يضمها التحالف هو المشاركة وليس المقاطعة . حيث أن المشاركة – من وجهة نظرى – ستكشف الحجم الحقيقى لكل الفصائل والأحزاب والتنيارات سواء المؤيدة أو المعارضة للدستور والتى تدعى كل منها أنها صاحبة الشعبية والتأثير الأكبر فى الشارع المصرى ..وأتصور أن عملية المشاركة ستكون بمثابة إختبار واقعى لشعبية هذه القوى السياسية وكشف حقيقة مزاعمها . وهنا أقول لدعاة لمقاطعة : وماذا سيضير المؤيدون للتصويت بنعم من مقاطعتكم للإستفتاء ؟ .. بالعكس المقاطعة تعنى أن الدستور سوف يتم تمريره بأغلبية كبيرة توحى للرأى العام فى الخارج قبل الداخل أنه نال ثقة الشارع والشعب المصرى حيث أن الأغلبية لا يهتمون كثيراً بنسبة من صوتوا ولكن الإهتمام الأكبر ينصب على النتيجة النهائية للإستفتاء ..والدليل على ذلك أن نسبة من شاركوا فى مجلس الشورى الذى تم حله فى يوليو الماضى لم تتعد نسبة من صوتوا فيه 7% من إجمالى الناخبين المصريين الذين لهم حق التصويت .. ومع ذلك كان الإخوان وما يزالون يقولون أنه مجلس شرعى . وإذا كنتم أيها المعارضون أصحاب شعبية - كما تقولون - فلماذا لا تشاركون وتقولون لا حتى تثبتوا للجميع أن الدستور الجديد يرفضه الشعب وأنه لا يحظى بالتوافق الشعبى حوله ؟ . لهذا أقول لكل مواطن : اذهب إلى لجان الإستفتاء وشارك وقل رأيك بحرية كاملة ولا تستمع لكلام المؤيدين أو المعارضين وخذ قراراك بإرادتك الحرة ..وإحذر أن تقع فريسة لأى نوع من الرشاوى قد يمنحها لك المؤيدون لتقول نعم أو المعارضين لتصوت ب( لا ) على الدستور . وفى كل الأحوال أؤكد أن كل ما أتمناه سواء فى حال قرار الإخوان والأحزاب الموالية لهم بالمشاركة أو المقاطعة أن يمر يوم الإستفتاء على الدستور بدون دماء جديدة تسيل من أى طرف بسبب إستمرار مسلسل الصراعات السياسية والذى لا يستفيد منه سوى بعض القيادات والمسئولون الكبار والأحزاب الراغبة فى الوصول أو العودة للسلطة ومعهم بعض القوى والمنظمات الخارجية التى تحاول هدم وتخريب مصر ومنع تقدمها .