استنكرت جماعة "الإخوان المسلمين" قرار الشركة المصرية للأقمار الصناعية "النايل سات" بإغلاق عدد من القنوات الدينية، واعتبرته بمثابة حملة على حرية الرأي لتعبير بشكل عام، ورسالة تهديد حكومية بأن جميع وسائل الإعلام التي تتخذ خط معارضا قد تواجه نفس المصير. اعتبر الدكتور محمد سعد الكتاتني والمتحدث باسم الجماعة في تتصريح ل "المصريون" أن الحملة جاءت "كجزء من الكيد للإعلام الديني، وإسكات صوت قنوات التي تبث الفكر المعتدل"، ورأى أن تلك القنوات لم ترتكب أي أخطاء تبرر مثل هذه الخطوة المرفوضة، نافيا المزاعم التي تضمنها القرار من اتهامات لها بأنها تشكل تهديدًا على الوحدة الوطنية في مصر. ورأى الكتاتني، أن اقتصار قرارات الإغلاق على القنوات التي تتبنى الفكر السلفي يحمل إشارة إلى أن القرار اُتخذ لصالح أطراف عدة بعينها- سواء في الداخل أو الخارج- أبدت غضبا شديدا من هذه القنوات في التصدي بفكر بعينه، وتفريغ مضمون القنوات الفضائية من مضمونه. وأشار إلى أن النظام المصري يعاني حالة من الضعف غير المسبوقة تجعله غير قادر على التصدي لأي ضغوط أو ابتزاز، بل قد يجبر على تقديم تنازلات في مسائل أكثر خطورة من إغلاق قناة دينية وأبدى المتحدث باسم "الإخوان" أسفه الشديد من عدم مساس الحملة بما وصفها ب "قنوات المجون والعربدة"، ما اعتبره يقدم دليلا على رغبة النظام في إسكات أي صوت يختلف معه، مع اقتراب استحقاق مهم هو انتخابات مجلس الشعب. وكان محللون عزوا قرار الحكومة المصرية بإغلاق عدد من الفضائيات الإسلامية بأنه يهدف أساسًا إلى وقف انتشار التيارات السلفية التي يمكن أن تعزز التأييد الجماهيري لجماعة "الإخوان المسلمين" خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة. غير أن الكتاتني وجود أي علاقة للجماعة بالأزمة، مشيرا إلى أن الأمر أكبر من استهداف الجماعة حيث تأتي انصياعا لرغبات أطراف خارجية تسعى لإعادة رسم خريطة المنطقة طبقا لتوجهاتها وأجندتها على كافة الأصعدة.