تناقلت وسائل الإعلام, بيانات وأخبارًا وجود انشقاقات داخل "الجماعة الإسلامية" ومساع محمومة لسحب الثقة من مجلس شورى الجماعة بقيادة الدكتور عصام دربالة, الذى جاء بالانتخاب فى إبريل 2011، على وقع خلافات داخل الجماعة على استمرارها فى عضوية التحالف الوطنى لدعم الشرعية, وتقديمها دعمًا مفتوحًا لجماعة "الإخوان المسلمين" فى صراعها مع السلطة. حملت الأنباء انعقاد جمعية عمومية ل "الجماعة الإسلامية" بإحدى مراكز مدينة دمياط, سبق وانتهت إلى سحب الثقة من مجلس شورى الجماعة، وأتباعهم فى دمياط، أحمد الإسكندرانى، وزكريا الجمال باعتبارهما قادة الانقلاب على المبادرة, مؤكدة عزمها إعادة كرم زهدى لقيادة "الجماعة الإسلامية", وإقالة مجلس شورى الجماعة الحالى وفى مقدمتهم عصام دربالة وعاصم عبدالماجد ورفاعى أحمد طه وصفوت عبد الغنى. وتجاوز الأمر داخل الجمعية العمومية لبدء التصويت لانتخاب مجلس شورى جديد, وصوت المجتمعون الذين عقدوا الجمعية فى مكان مجهول وجاءت المؤشرات الأولية للتصويت صالح كرم زهدى وفؤاد الدواليبي، وعلى الشريف والمهندس حمدى عبد الرحمن. وعلاوة على ذلك، صدر بيان منسوب لما سمى بحركة "تمرد" الجماعة الإسلامية دعت الحركة لعقد جمعية عمومية عامة لسحب الثقة من عصام دربالة ورفاقه، "الذين ورطوا أبناء الجماعة فى تحالف مع الإخوان، والانسحاب مما يسمى تحالف دعم الشرعية، وإخضاع الجماعة بالكامل لرقابة الدولة، وإخضاع أنشطتها لإشراف الأزهر". وتابع البيان: "لقد ساءنا ما صدر عن قيادات الجماعة من ترويع للآمنين، بعد أن احتضنهم الشعب المصري، وقبل مبادرة وقف العنف، وتغاضى عما فعلوه، وهو المعلم الذى غمرنا بثورة 30 يونيه المجيدة، حتى فر عاصم، وممدوح على يوسف، واختفى قتلة المحجوب، صفوت عبد الغنى ورفاقه الذين يقودون الجماعة الآن". وتأتى هذه التطورات على وقع ما تردد عن خلافات داخل مجلس شورى الجماعة بين اتجاهين قاد الأول عبود الزمر والذى دعا لانسحاب الجماعة من "التحالف الوطنى لدعم الشرعية" وطرح مبادرة لتسوية الأزمة سلميًا يتم بموجبها الاستفتاء على "خارطة الطريق" وعلى الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، وفريق ثان يقوده الدكتور عصام دربالة والمهندس عاصم عبد الماجد والدكتور صفوت عبد الغنى يدعم الاستمرار فى التحالف هو الاتجاه الذى أيده 98% من أعضاء الجمعية العمومية وقواعد الجماعة الذين أيدوا الموقف الأخير فى استطلاع عام شمل جميع كوادر الجماعة. واعتبرت مصادر مسئولة ب "الجماعة الإسلامية", أن الإعلان عن تأسيس حركة "تمرد" داخل الجماعة الإسلامية, تأتى فى إطار مساعى الأمن الوطنى وبقايا نظام مبارك لإحداث انشقاق داخل الجماعة والزعم بوجود خلافات حول الاستمرار فى التحالف الوطنى رغبة فى إضعافه والقضاء عليه, محذرة من أن خروج الجماعة من التحالف سيطلق عليه رصاصة الرحمة ويؤدى لانفراد أجهزة الأمن بالإخوان والتمهيد لحملة ملاحقات واسعة فى صفوف الجماعة الإسلامية وقلل علاء أبو النصر الأمين العام لحزب "البناء والتنمية", الذراع السياسية ل "الجماعة الإسلامية", من أهمية ما يتردد عن قيام جمعية عمومية للجماعة بدمياط بسحب الثقة من مجلس شورى الجماعة بقيادة الدكتور عصام دربالة متسائلاً، هل يمكن لجمعية عمومية غير شرعية فى محافظة ما أن تسحب الثقة من مجلس شورى شارك فى انتخابه آلاف الأعضاء على مستوى الجمهورية؟ وتابع "ليس من المعقول أن يؤثر قيام 5 أو 6من عملاء الأجهزة الأمنية, بسحب الثقة من كيان قوى ومؤسس منذ أربعين عامًا, ومتماسك ومتغلغل فى قلوب أعضائه, مشددًا على أن مجلس شورى الجماعة مازال يحظى بثقة الجمعية العمومية". وسخر بشدة من الأنباء التى تتحدث عن تأسيس حركة تمرد داخل الجماعة الإسلامية, مؤكدًا أن صنع القرار داخل الجماعة والعودة للقواعد فى القرارات المصرية يقطع الطريق على أى انشقاق مستبعدًا أى تغيير فى سياسات الجماعة وفى مقدمتها الاستمرار فى عضوية التحالف الوطنى لدعم الشرعية. فى السياق ذاته، أكد شعبان على إبراهيم رئيس الجمعية العمومية للجماعة, أنه لا صحة مطلقًا لعقد جمعية عمومية بمحافظة دمياط لسحب الثقة من مجلس شورى الجماعة, معتبرًا ما يتردد فى هذا الشأن محض افتراء, مشيرًا إلى أنه رئيس منتخب للجمعية ولم يتلق أى طلب بعقد جمعية مركزية للجماعة أو على مستوى محافظة أو مركز بعينه. واعتبر الأنباء التى تتردد فى هذا الشأن محاولة لشق صف الجماعة والفت فى عضد التيار الإسلامى وإضعاف التحالف الوطنى لدعم الشرعية, مشيرًا إلى أن استمرار الجماعة فى التحالف يحظى بإجماع قواعدها فى مختلف أنحاء الجمهورية. وشدد على أن كرم زهدى, كان واضحًا حينما نفى تطلعه للعودة لقيادة الجماعة بل كشف عن تواصله مع القيادة الحالية للجماعة وإبداء النصح لها بشكل يصب فى صالح الدعوة والجماعة. من جانب آخر, أقر فؤاد الدواليبى أحد القيادات التاريخية للجماعة الإسلامية, عضو مجلس الشورى السابق, بوجود أصوات داخل الجماعة تطالب بتصحيح الأوضاع داخلها وعودة الشيخ كرم زهدى لقيادتها مرة أخرى, لكنه اشترط أن تتبنى الجمعية العمومية الموسعة للجماعة هذا التوجه حتى يقبل الشيخ زهدى به وتابع: "لو رأى أبناء الجماعة الإسلامية مجتمعين هذا الأمر وقرروا تصحيح الأوضاع بدون أخطاء أو مخاطر على وحدة الجماعة وعدم حدوث أى خلل أو خلافات بين أعضائها فلا مانع من قبول أعضاء مجلس الشورى السابق العودة لتصحيح الأخطاء". ووجه حديثه لأعضاء الجماعة الإسلامية بالقول عليكم سواء الموافق على هذا التوجه أو المعارض له أن تدركوا أنكم أخوة فى الله تجمعتم على هذه الأخوة وهدفكم إعلاء شرع الله وتحقيق مصلحة الجماعة بعيدًا عن أى ثأر شخصى أو فرقة. وعزا الدواليبى, اختفاء عدد من قادة الجماعة, ومنهم المهندس عاصم عبد الماجد والدكتور طارق الزمر والدكتور صفوت عبد الغنى أعضاء مجلس شورى الجماعة الإسلامية والشيخ ممدوح على يوسف قائد الجناح العسكرى السابق, مشيرًا إلى أن مواجهة الأخطاء ومحاولة تصحيحها أفضل من الاختفاء عن الأنظار.