تمر سنوات والحال كما هو بل يزداد سوءا فالحياة داخل مخيمات الإيواء بشبرا الخيمة التابعة لمحافظة القليوبية لها طعم خاص فهى حياة بطعم الموت وخاصة بعد ان خذلهم المسئولين بالمحافظة واسكونهم داخل خيم لا تقيهم حرارة الصيف ولا برد الشتاء منذ اعوام . وعندما تتفقد المكان تجد مفاجأت منها وجود جمعية زراعية وسط الخيام تحمل اسم جمعية بهتيم الزراعية بل والتى أكد الاهالى انها تمارس عملها يوميا والموظفين يحضرون للمكان للقيام ناهيك عن الحمامات المتهالكة والتى لا تصلح للاستخدام الادمى ومياة الصرف الصحى التى تنهش فى المكان لكن المفاجأة الاكبر والتى أطلعنى الاهالى عليها هى تلك الإقرارات التى يوقعها الساكن الجديد لصالح وزارة التضامن الاجتماعي بحصولها علي تعويض وقدره 4500 جنية في حالة حدوث تلف أو فقدان الخيمة عند انضمامه لرفاقه من الاموات الاحياء "ديوان المظالم" تستمع للأهالى الذين أخذوا فى سرد مأساتهم فيقول عبد المنعم مساعد عامل يومية: أعيش أنا وأسرتى المكونة من 6 أفراد تحت هذه الخيم وسط مياة الصرف الصحى التى تغرقنا بشكل مستمر ونضطر لردمها بالرمال والطوب حتى لا تدخل على الخيام ساكنا مردفا لقد يأسنا من الجرى وراء الجهات الحكومية للحصول علي شقق بعد ان اثبتت البحوث الاجتماعية باحقيتنا فى الحصول على شقة تأوينا لكن دون فائدة "الغلابة ليهم ربنا" كانت العبارة التى استهل بها جمال عبد الكريم الموظف البسيط كلامه فهو صاحب أسرة كبيرة تبلغ 7 أفراد فضلا عن شقيقته التى توفى زوجها منذ ايام ولم يعد لها عائل قال ان الحى قام بنقلنا الى هنا من منزلنا بشارع العمدة خلف النادى بعد ان صدر قرار بازالته منذ عامين تقريبا ومن وقتها ونحن نسكن هنا والكارثة ان الخيام فى تزايد مستمر وكان اخرها 5 أسر جديدة جاءت لتسكن بجوارنا مشيرا الى ان سكان العمارات المجأورة يعتبرون المخيمات مكان لإلقاء فضلاتهم ومخلفاتهم أما الحاجة صباح محمد سلامة فهى حالة خاصة بعد أن توفى زوجى بعد معاناته مع الكبد داخل الخيمة التى تسكن بها والتى لا تصلح لعيشة بنى آدميين وتم تغسيله وخروج جثمانه من هذا المكان وكان حلمه قبل أن يفارق الدنيا أن يعيش داخل شقه قبل أن يرحل الى الاخرة مؤكدة أنهم قاموا بعمل أبحاث اجتماعية وتجهيز كل الأوراق التي تثبت حقوقهم في الحصول على شقق من المحافظة لكن مفيش رحمة فى قلوب المسئولين حتى ان مجلس المدينة يرسل لهم بين الحين والاخر بعض الموظفين لعمل تقرير عنهم ثم يذهبون بلا رجعة وكل ما نسمعه هو " ربنا يسهل" علاء النادى رئيس حى شرق شبرا الخيمة اكد أن بعض من هؤلاء لا يستحق الحصول على شقق والبعض الاخر فعلا يستحق مشيرا الى ان الازمة تكمن فى عدم وجود بدائل أو وجود شقق خالية تابعة للمحافظة فى ظل ارتفاع اعداد الحالات خاصة واصبحت دار الضيافه بشبرا الخيمة مكتظة عن آخرها بتلك النماذج التى سقطت منازلهم أو صدرت بشانها قرار بالإزالة أو البحوث الاجتماعية لافتا الى إننا نسعى لنقلهم الى مكان اخر لتسليم مكان المخيمات إلى وزارة الإسكان لبناء مساكن وربما يكون لهم نصيب فيها.