حذر أحمد قريع (أبو علاء) رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق من أن القضية الفلسطينية تمر بمنعطف خطير من أخطر منعطفاتها، وأضاف: ربما لا أبالغ إذا قلت إنه من أخطر المنعطفات التي مرت بها القضية الفلسطينية على مدار السنوات الماضية"، وهو ما قال إنه يفرض سؤالا مصيريا: أين نذهب وكيف نسير؟. واستبعد قريع الذي كان يتحدث في ندوة بمؤسسة "الأهرام" مساء الأحد، أن تقدم الحكومة اليمينية الحالية في إسرائيل على طرح أي حلول جدية للسلام في المفاوضات الحالية مع الفلسطينيين، وبعد أن توقفت خلال أقل من شهر على إطلاقها، نتيجة استئناف البناء الاستيطاني بالضفة الغربية. وأكد أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة الحالية لن تقدم أيا من الحلول طالما كانت في السلطة، مشددا على أن المفاوضات ليست هدفا في ذاتها بل هي آلية من آليات العمل فإذا كانت المفاوضات لها نتيجة أذهب إليها وإذا لم تكن لها نتيجة لها أذهب إليها ولست حاملا لسيف وأقطع الرؤوس. وأضاف قريع إن القضية تسير مسيرة صعبة ومقعدة في معظم مراحلها كأنها فصل من مسرحية اللامعقول أطرافها الجانب الإسرائيلي بمراوغاته، والجانب الفلسطيني بإمكانياته وقدراته، والجانب الأمريكي والمسرح الدولي، إضافة إلى الجانب العربي. وأعرب عن تشاؤمه في التوصل إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في ظل "استراتيجية إسرائيلية أساسية هي أن توصل المفاوضات بلا نهاية"، مدللا على ذلك بقول إسحاق شامير رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق في مفاوضات مدريد، "سأفاوضهم حتى لا يجدوا ما يفاوضون عليه". وشدد قريع على أن الاستيطان ظل نقطة رئيسية في المفاوضات حول عدم شرعيته، موضحا أن أحد بنود اتفاق أوسلو الذي تم توقيعه عام 1993 ينص على أنه لا يجوز لأي من الطرفين القيام بأعمال آحادية تجهض المفاوضات وكان المقصود بذلك الاستيطان. واتهم حكومة بنيامين نتنياهو بأنها دمرت الاتفاق الذي جاء فيه أنه خلال فترة لا تزيد على خمسة أعوام يتم خلالها التفاوض على قضايا المرحلة النهائية المحددة الممثلة في الحدود والأمن واللاجئين والقدس والمستوطنات والمياه وأبدى قريع خيبة أمل تجاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بعد المراهنة عليه عقب وصوله إلى البيت الأبيض في يناير 2009، والذي جعل التوصل إلى حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على رأس أولويات سياسته الخارجية. وتابع: "لقد أسأنا قراءة الواقع عندما تولى أوباما السلطة لأن أمريكا بلد مؤسسات وعندما ألقى أوباما خطابه بالقاهرة لم يقل أن الاستيطان غير شرعي وإنما قال إن استمرار الاستيطان غير شرعي دون أن يتحدث عن الاستيطان من الأساس هو غير شرعي"، واستدرك قائلا: "وبالتالي لا يجب ألا نحلم أحلاما وردية فيذهب مسئول عربي إلى المسئولين الغربيين ويبوسه فيقول "أنا حطيت الناس دول في جيبي". ويرى قريع أن "الطريق مليء بالأشواك والعقبات، كما أن الوضع الفلسطيني سيء جراء الانقسام الفلسطيني ونحن نواجه هذه الحملة الشرسة التي تشنها إسرائيل فلا حماس ولا فتح ولا منظمة التحرير ولا القضية الفلسطينية تكون مستفيدة من هذا الوضع وفي النهاية فإن الشعب الفلسطيني هو الذي سيدفع الثمن". وطالب بضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني كخيار أول والاتفاق على برنامج سياسي موحد بغض النظر عن التدخلات الدولية والإقليمية، لافتا إلى أن أطرافا إقليمية مرتاحة لهذا الوضع إلى جانب أطراف دولية. وخلص قريع قائلا: فأنا لا يهمني أن أكسب العالم إذا كنت سأخسر نفسي، ودعا إلى تبني مبادرة السلام العربية، باعتبارها متوازنة ومعقولة ومنطقية بما يسمح أن تكون قاعدة موحدة للقضية الفلسطينية.