أكد أحمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق أنه لا يجوز استمرار الانقسام الفلسطيني قائما في ظل ما تواجهه القضية من مواقف حالكة, خاصة أن القضية الفلسطينية هي التي تخسر جراء هذا الانقسام والشعب الفلسطيني هو من سيدفع الثمن في النهاية في حال استمراره وقال قريع خلال ندوة حول خبرة المفاوضات مع الإسرائيليين نظمها مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أمس إن الانقسام الفلسطيني بمثابة الدمل الذي يجب أن يبرأ منه الجسد الفلسطيني بغض النظر عن الأطراف الدولية التي ترتاح لهذا الوضع أو التي تستاء منه, مؤكدا أن الموقف الفلسطيني ضعيف بوجود الانقسام.وأشار قريع إلي ضرورة توحيد الصف الوطني الفلسطيني في حال فشل المفاوضات حتي نستطيع أن نصنع خياراتنا وهو ما يحتاج إلي تضامن الجميع, موضحا أن الحالة العربية الآن تحتاج إلي مزيد من التفاعل قائلا: نحن في مرحلة أصفها بأنها منعطف علي حد السيف لذلك ما يجب أن نحمله إلي العالم في الوقت الحالي هي مبادرة سلام عربية. وأضاف رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق أن الموقف العربي حاليا ما بين الاعتدال والممانعة واللامبالاة والقضية الفلسطينية هو الأكثر تأثيرا, لافتا إلي أن مصر بذلت جهدا حيال القضية الفلسطينية وكانت أمينة عليها, كما أن الورقة المصرية متوازنة تماما وراعت جميع الاعتبارات خاصة في مسألة التوفيق بين حركتي فتح وحماس ولم تنحز لأي من الطرفين. واعترف قريع بأن فصائل ومنظمات التحرير انشغلت عن العمل الجهادي بالسلطة وما تتطلبه من أعمال يومية وهذا خطأ وقع الفلسطينيون فيه حيث كان من المفترض أن تتفرغ فصائل التحرير للمقاومة والجهاد فقط. وأوضح قريع أنه لا يعتقد أن الحكومة الإسرائيلية الحالية قادرة علي أن تأتي بأي حلول قائلا: هذه الحكومة وهم ولا يمكن أن تجد حلولا مشيرا إلي أن نيتانياهو متمسك بما يسمي الأمن ويفاوض علي المستوطنات ويهودية الدولة, واصفا ما يحدث الآن من إسرائيل بأنه مجرد عملية مفاوضات علي شاشات التليفزيون يقودها نتانياهو, مؤكدا أن المفاوضات الحالية لن تأتي بأي نتائج ما لم يتم تجميد الاستيطان. وتابع: أقولها كما قالها الرئيس السادات من قبل ليس في إسرائيل صقور وحمائم بل هناك صقور وصقور جارحة, لذا أنا لست متفائلا بما يقوم به نتانياهو من مفاوضات صورية الآن خاصة أنه قال في لقاء له مع القناة العاشرة الإسرائيلية بالكلمة الواحدة إنني أفتخر بأنني الذي دمرت أوسلو. وأشار إلي أن اتفاقية أوسلو كانت لا تجيز لأي طرف من الطرفين أن يقوم بأي عمليات أحادية تدحض مساعي السلام, موضحا أن مبدأ تجميد الاستيطان كان واردا وطرح أيضا في أوسلو. وقال قريع إن الاستيطان ظل دائما نقطة رئيسية في الحديث والرفض بين الفلسطينيين والإسرائيليين, لافتا إلي أن الموقف الفلسطيني ظل رافضا للاستيطان لكونه غير شرعي. وأضاف: نحن نمر بمرحلة في منتهي الدقة والصعوبة من المفاوضات وفي منعطف خطير يعد من أخطر المنعطفات التي مرت بها القضية الفلسطينية, متسائلا: أين نذهب وكيف نسير أمام هذا المنعطف المصيري؟ مشيرا إلي أن القضية الفلسطينية مرت في مسيرة صعبة ومعقدة في معظم مراحلها وكأنها فصل من مسرحية وأطرافها معروفون هم الجانب الإسرائيلي في مراوغاته والفلسطيني بإمكاناته والجانب الأمريكي والمسرح الدولي, موضحا أن اللاعبين هم الفلسطينيون والإسرائيليون. واستطرد قائلا: إنه منذ انطلاق مفاوضات مدريد في عهد رئيس الحكومة الإسرائيلي إسحاق شامير والاستراتيجية الأساسية لإسرائيل منذ بداية ما يسمي بعملية السلام هي كما قال شامير سأفاوضهم عشرات السنين حتي لا يجدوا ما يفاوضون عليه. وطالب أحمد قريع بضرورة قراءة الموقف الإسرائيلي تجاه القضية الفلسطينية منذ بدء المفاوضات كما يجب أيضا قراءة الموقف الأمريكي بدقة خاصة أن الأمريكان ترجعوا عن موقفهم تجاه الاستيطان واعتبروه عقبة في طريق السلام بعد أن كان غير شرعي من وجهة نظرهم. وأضاف أن المفاوضات إحدي آليات العمل, لذا فإن جاءت بنتيجة سيذهب إليها الفلسطينيون قائلا: حتي لا نحلم أحلاما وردية في طريق كله أشواك وعقبات يجب دراسة جميع المواقف ونأخذها كما هي ونعمل علي تطويرها وبالأخص الموقف الأمريكي. وطلب رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق من مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ضرورة الإعداد لندوة فكرية سياسية لاستعراض مواقف وقدرات جميع الأطراف الفاعلة في القضية الفلسطينية وبحث حقيقة الموقف الإسرائيلي تجاه المفاوضات.