بالأمس كانت المخاوف من وجود مخطط صهيونى أمريكى شيطانى - مشروع الشرق الاوسط الجديد- يستهدف السيطرة والهيمنة على العالم العربى والإسلامى من خلال إضعافه بئتقسيمه الى دويلات صغيرة ، وتضمنت المخاوف خطة تقسيم السودان الى ثلاث دول ، دولة السودان الإسلامية ، ودولة دارفور فى الغرب ، ودولة فى الجنوب ، حيث حقول النفط والتحكم فى منابع النيل ... و قد تكشفت اليوم أبعاد المؤامرة بوضوح شديد ، وما تحسبناه من مخاوف الأمس نراه اليوم واقعاً ..... وتمضى المرحلة الأولى لتنفيذ إجراءات تمزيق السودان بفصل جنوبه عن شماله بمنتهى القوة والعزم والإصرار والثقة ، وفق المخطط الصهيونى الأمريكى الذى يقدم كل الدعم لفصل الجنوب السودانى رغم التعقيدات والصعوبات ، ثم تأتى فى المرحلة الثانية فصل دارفور ، يحدث هذا فى الوقت الذى لا تُظهر فيه الولاياتالمتحدة أى دعم حقيقيى لإقامة دولة مستقلة ذات سيادة للشعب الفلسطينى المقهور.... والظاهرة اللافتة للنظر على الساحة الدولية والتى لا تخفى عن ذى عينين ، أن هناك مخططاً لتوحيد الكيانات الغربية وإيجاد التحالفات بينها لتقوى على تحقيق الغايات المشتركة ومن أهمها تفتيت الكيانات العربية والإسلامية ، تمهيداً للقضاء عليها.... من خلال تشجيع وإشعال الفتن الطائفية التى تفضى الى حالة من الفوضى سرعان ما يتم توظيفها كزريعة تستدعى التدخل الدولى لإقرار السلام المزعوم والديموقراطية المزعومة .... وما الذى يجرى فى مصر - من تصعيد للفتن فى الآونة الراهنة - بمنفصل عن الذى يجرى وينفذ فى سوداننا الحبيب ، الخيوط متصلة بالشبكة اليهودية العالمية التى تشن حرباً خفية ومعلنة !!! لا هوادة فيها على العرب والمسلمين ، حرباً لا تذر أخضراً ولا يابساً ، وخير شاهد ما فعلوه ويفعلونه بأفغانستان وباكستان والعراق وغيرها ، إنها النسخة الجديدة من الهجمات التتارية فى ظل ما يسمى بالنظام العالمى الجديد. و لا يمكن الآن إتهامنا بالإنطلاق من نظرية المؤامرة ، حيث أن المؤامرة تنفذ بالفعل ... وقد أماطوا عنها اللثام .... وما زال العرب وأمة الاسلام فى ثبات عميق ...وكأن الامر لا يعنيهم من بعيد أو قريب ... بينما تتأزم العلاقات وتذاع أناشيد التعبئة للحرب ، وتكاد الجيوش أن تتجيش بسبب التعصب الأعمى المتضخم فى تشجيع مباراة فى كرة القدم بين دولتين شقيقتين ...حتى ان لفظ المباراه يستبدل بالموقعة !!!!!!..... أما الآن والسودان الحبيب تفعل به الأفاعيل فلا أحد يحرك ساكناً ....لا بالفعل ولا بالقول ..... صمت مطبق ، وكأن الامر لا يمثل أى تهديد لنا ، بل إنه يخص السودان وأهله ، ويذكرنى هذا بما قال الشيخ الشعراوى رحمة الله عليه " لقد نقلنا قوانين الجد الى الهزل وقوانين الهزل الى الجد" . وقد صرحت وزيرة الخارجية الامريكية " ان الفصل حتمى وإنه مجرد مسألة وقت !!!!!!!" .... لتخلوا الساحة بعدها أمام الامريكان والإستخبارات الصهيونية لتعيث فى الارض فساداً ، ويصبح لها اليد الطولى للتحكم فى منابع مياه النيل ثم إجبار مصر على إمداد إسرائيل بحصة منها ... ثم يأتى بعد ذلك تنفيذ مخطط فصل دارفور بالسيناريو نفسه !!!!! . أين أنتم يا عرب ؟؟؟؟ ، أيها الراقدون متى تستيقظون ؟؟؟؟ ، السودان جزء من جسد الامة العربية والاسلامية ، وما يضير الجزء يضير الكل ، هل تنتظرون نتائج الاستفتاء الصورى فى يناير 2010 ، والذى سيؤيد فصل جنوب السودان عن شماله ، ثم الاستمتاع بمشاهدة الحلقات التالية من السيناريو الصهيونى !!!!!! إن العين لتدمع وإن القلب ليعتصر دماً عليك يا سودان ، بالإمس فصلوك عن مصر ، واليوم يقتطع جزء منك ومن العالم العربى ، وغداً تقتطع أجزاءً أخرى ، وعاجلاً أو آجلاً يأتى الدور تباعاً على ما يتبقى من الدول العربية والإسلامية ....التى لا تحرك ساكناً...إنتظاراً ليومهم المحتوم!!!!!. [email protected]