مصر ليست ملكًا ل "رولا خرسا"، ولاهي عزبة آلت إليها بالميراث، ولا هي "أبعدية" تتحكم فيها، حتى تتجرأ وتجلس كل ليلة أمام الكاميرا تمنح من تشاء صكوك الوطنية، وتمنعها عمن تشاء!. نفاقها مكشوف، وكفانا منها دقيقة واحدة في برنامج الساخر باسم يوسف جعلت الملايين في مصر وخارجها يتهكمون على تحولاتها، ويكتشفون أقنعتها، ولعبها على كل موجة، وركوب كل ثورة. هل يحق لها أن تقول ل"أبوتريكة" إلعب ل تركيا، أو حماس، أو حتى قطر؟. من يلعب لمصر إذا لم يكن هو أبوتريكة؟. من يكون عصب وعقل وقلب ووجدان وأدب واحترام وإيمان منتخب مصر إذا لم يكن القائد هو أبوتريكة؟!. هل لديها فكرة عن كرة القدم وأسطورتها أبوتريكة؟، إذا كانت "بليدة" في السياسة التي يقوم عليها برنامجها، فهل تكون جديرة بالحديث عن أبوتريكة أو تقييمه وطرده من جنتها لأن له موقفا سياسيا ليس على هواها، أو هوى بعض من يوجهونها؟!. يوميا تمتشق منصة الأستديو لتقدم دروسًا في الوطنية حسب رؤيتها، ودروسًا في التملق للفريق السيسي، ودروسًا في التحذير ممن يخططون لتفتيت مصر، وتقسيم مصر، والتآمر على مصر، وإلى آخر تلك الفزّاعات الليلية التي لم تعد تليق بمصر وكأنها جمهورية موز، أو دولة من الكارتون، فهي - وبقية الجوقة في الفضائيات - تساهم من حيث لا تدري وبخطابها العصبي المتوتر في إظهار مصر وكأنها غير واثقة من نفسها، وضعيفة، وخائفة من كل من يقول كلمة ، أو يتخذ موقفًا مخالفًا للسلطة. مسألة كون "خرسا" هي الحريصة على مصر وسيادتها وأمنها ومستقبلها وأن الآخرين خونة وعملاء ومتآمرون وطابور خامس وإلى آخر هذه الاتهامات المستجدة هو حديث يتجاوز كل الحدود، ويعرض هذه المعاني والقيم السامية للابتذال، ويظهر من يتاجر بها كبهلوانات في سيرك التزلف، وإذا كانوا يحلمون من وراء ذلك بالعودة إلى عهد مبارك فهذا لن يحدث طالما هناك شباب وقوى ثورية حية لن تفرط في ميراث 25 يناير، ولن تفرط في الهدف الحقيقي من الخروج في 30 يونيو وهو تصحيح مسار الثورة، وليس اختطافها للعودة إلى الماضي الاستبدادي. أبوتريكة واحدٌ من عظماء الكرة المصرية، من نجومها الكبار، لا يتكرر كثيرًا عندما يجمع بين الموهبة والخلق الرفيع، وإذا كان له موقف فكري فهو حر في اختياراته، لكن الأهم أنه حقق لمصر انتصارات وبطولات، ورسم السعادة على شفاه المصريين الذين يتوحدون أمام كرة القدم، ويذوبون في سحر أبوتريكة بحيث لا تعرف المؤيد من المعارض، ولا المسلم من المسيحي، ولا الغني من الفقير، ولا الوزير من الخفير، ولا الرئيس من المرؤوس. أحدث إنجازات أبوتريكة قيادته الأهلي للفوز ببطولة إفريقيا ليضعه بجدارة فوق قمة أندية القارة، ويؤكد أحقيته بكونه نادي القرن، وأحد أبرز الأندية على مستوى العالم، وهو إنجاز جديد لمصر قبل أن يكون للأهلي. تقديري لأبوتريكة الرائع الموهوب الخلوق البار بأهله وناسه، والمتعاطف مع قضايا أمته، فلا يُنسى موقفه النبيل مع غزة يوم كانت تُذبح من إسرائيل، بينما كان هناك من يتفرجون، بل يشاركون في المذبحة، ولو بصمتهم، أو بلومهم لحماس. مبروك البطولة الثامنة يا سعد الأهلي، ونجمه الكبير، يا باعث الفرحة والسرور في قلوب المصريين المجروحة.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.