احتفلت المشيخة العامة للطرق الصوفية بذكرى العام الهجرى الجديد بمسجد سيدنا الحسن مساء أمس الأربعاء ، داعية الشعب المصري لنبذ الخلافات والوحدة وعدم إعطاء الفرصة للمتآمرين عليها من أجل النهوض بمصر. طالب الدكتور عبد الهادى القصبى، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية جموع المصريين بالتواضع بالاقتداء بأخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، من أجل المرور بتلك المرحلة إلى الأمن والاستقرار والنهوض بمصرنا الحبيبية، على أن نتجاوز جميع خلافاتنا من منطلق التسامح والحب الذى نتعلمه من الرسول الكريم . وأضاف “القصبى، أنه يجب على المصريين الهجرة من الحقد والحسد إلى الحب والتسامح، ومن الهدم إلى البناء، وأن نستعد لتغيير الحال إلى الأفضل بأن نغير سلوكياتنا، موضحًا فى رسالة خاصة إلى تلك الفئة التى تنتمى إلى دول خارجية بأنها يجب أن تعيد مراجعة أفكارها بما يخدم الوطن. واكد رفضه لسياسة طلاب الجماعة المحظورة فى هدم المنشآت، خاصة الأزهر الشريف منارة العلم والعلماء، معتبرًا ذلك يعد تخريبًا فى مصر، ومن يخرب عليه أن يتجنس بجنسيات الدول التى تعادى مصر، مؤكدًا أن ذكرى العام الهجرى الجديد تدعونا إلى الاعتماد على الذات وتصحيح علاقتنا مع المولى عز وجل. ومن جانبه، أكد الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، أن هجرة النبى، صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى المدينة كانت بأمر ربانى لتكون منهج حياة يتعلم منها الجميع، وموقفًا إيمانيًا نحتاج إليه بشدة فى عصرنا هذا، للمفاصلة بين الشرك والتوحيد وتحسين الأخلاق، على أن تكون أخلاقًا عملية تدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، لافتًا إلى أن الهجرة قسمين هجرة أمنية كما التى تمت إلى الحبشة، وهجرة إيمان وهى التى كانت من مكة إلى المدينة. وفي نفس السياق دعا الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، لمصر وما تمر به الآن راجيًا الله عز وجل أن يجعلها فى ضمانه وأمانه وحده، مشددًا على أن هجرة المصطفى والتى قامت على تعليم الناس القيم الإنسانية وحقوق الإنسان كافة وحفظ الأمانات وردها إلى أصحابها حتى وإن كان هذا الإنسان غير مسلم أعظم درس فى أن "الخطأ لا يعالج بالخطأ"، مسترجعًا سماحة الدين الإسلامى المتمثلة فى الرسول عندما كلف الإمام على بن أبى طالب برد الأمانات إلى كفار قريش بعد أن أكرهوه على الخروج من داره وماله وأرضه. وأضاف "هاشم" إننا نكتب التاريخ الهجرى فى صدر صحفنا اليومية ونسطره على كتبنا ونعلمه التلاميذ بشكل يومى من أجل أن تظل قيم الهجرة ماثلة فى أذهاننا وقلوبنا مشرقة فى حياتنا متعرفين على الأساس الذى أقام عليه الحبيب المصطفى خير أمة أخرجت للناس. كما أكد الشيخ محمد عز الدين عبد الستار، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، ونائب عن وزير الأوقاف، ضرورة استذكار أخلاق الرسول الكريم والذي اجتمعنا عليه من خلال الاحتفال بذكرى هجرته من مكة إلى المدينة إيذانًا بإنشاء أكبر دولة إسلامية على يد الحبيب المصطفى والتى جعلت من رعاة الأغنام قادة العالم. شارك بالحضور الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر ونائبًا عنه والشيخ محمد عز الدين عبد الستار وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة ونائبًا عن وزير الأوقاف واللواء أبو بكر عبد الكريم نائبًا عن وزير الداخلية، والدكتور مجدى عاشور نائبًا عن مفتى الجمهورية ولفيف من مشايخ الطرق الصوفية والآلاف من المتصوفة والمريدين.