رغم حالة الغضب التى أعلنها أولاد عمنا الهوارة، على مسلسل شيخ العرب همام، إلا أن الكثيرين وأنا من بينهم وقعنا تحت تآثير الشخصية الأسطورية، فبعيدا عن حالات الحب والهيام، التى ظهرت بين وقت وآخر، والتى تذكرك على الفور، بشخصية الفخراني في حمادة عزو، فقد قدم المسلسل نموذجا لشخصية الحاكم العادل، والحكيم القوي، الذي يعرف متى وأين وكيف يغضب، دون أن يعميه الغضب عن الرحمه، أو التفكير في مصلحة أهلة ومن يحكمهم، يراعى الجار ويدافع عن المظلوم، دون أن يستغل قوته في البطش بأهله أو بالضعفاء، أنظر كيف صبر على ابن عمه- هنا أنا أتحدث عن المسلسل لا الشخصية الحقيقية – وكيف قومه وروضه وتحمله حتى وقف في كتفه، كما نقول في الصعيد، كيف أنه ذهب الى على بك في قصره دون أن يخشاه، ليستعيد شقيقه، وتحدي أبو الدهب بك، الرجل القوي، كان داهية ولا يخشي في الله لومة لائم. تذكرت المسلسل وأنا أطالع ما نشرته وكالات الانباء، عن استقبال الرئيس مبارك لوفد من الفنانين بينهم يحيي الفخرانى، أو شيخ العرب همام، فبأي شخصية التقى الفخرانى بالرئيس، هل التقاه بشخصيته أم بشخصية شيخ العرب همام، والمعروف أن هناك نوعية معينة من الفنانين تظل معها شخصيتها التى قدمتها آخر مرة فترة، تتصرف مثلها حتى تتخلص منها، كان من بينهم الراحل أحمد زكي، الذى هدد بضرب المخرج محمد خان بالنار، أثناء مونتاج فيلم السادات، وقال له" هفرمك" وهي نفس جملة الرئيس السادات. أتخيل أن أول ما سيسأل فيه شيخ العرب همام ، قصة هشام طلعت وحكم الحبس، الذى جاء بعد حكم " مدينتي"، وهل كانت النية هي البراءة فعلا، كما يتردد، وأنه لولا الحراك الذي يحدث في مصر، لخرج الملياردير في نفس اليوم، وأن التوقعات تشير الى أن الافراج الصحي سيتم قريبا، شاء من شاء، واللي مش عاجبة يخبط دماغة في الحيط، وكيف يحصل هشام أصلا على كل هذه الآراضي، دون أن يحاسب من أعطاه ومن منحة ، سيسأله شيخ العرب عن تراب الوطن الذى دفع فيه الآلاف الدماء ليحرروه، ليتسلمه رجال الأعمال ع الجاهز، تسليم مفتاح، ويمنعون أبناء من حرره من دخول سيناء عبر متاريس أمنية، لاتفتح ألا لمن يملك. سيقترب شيخ العرب من الرئيس، ناصحا اياه بأن يحذر ممن يقتربون منه، وممن يبعدونه عن الناس، وسيروي له قصصا قد لايصدقها في البداية، من هولها، قبل أن يبتعد عنه ليقول له " الناس فقدت الأمل في بكرة" سيحكي الشيخ للرئيس عن المعتقلات والتعذيب، وضباط الأمن، والجوع، والفقر الذي انتشر، والتعليم الذي انهار وضاع، والطلاب الذين يدخنون البانجو في الفصول، والمعلمين الذين يموتون كمدا وفقرا، من وزيرهم أحمد زكي بدر، " ناقص يمسك لهم العصاية ويوقفهم طابور"، سيحدثه طبعا عن الزرع الذي ضاع والخضراوات التى اختفت، والفواكهة التى تسرطنت، والدعم الذي لايعلم الناس متى يأتى ولا أين يذهب، أو الطوابير التى انتشرت في البلد، حتى أصبح أي مواطن يجد طابور يزاحم فيه، ثم يسأل بتاع ايه الطابور ده، فبالتأكيد سيحصل على شيء ينقصه، سواء تموين أو خبز أو أنبوبة أو أي شيء يحجز مكان وربنا يسهل، وعن دور مصر الذي اختفي والملفات المهمة التى ضاعت في الزحمة، وعن الجيوب العربية التى تتطاول على مصر ليلا ونهارا، والاتهامات التى توجه الى أولادها بسبب مواقفها السياسية، بالتأكيد سيقول شيخ العرب للرئيس ماقاله نيلسون مانديلا، في المؤتمر الصحفي الذي أعقب صفر المونديال" لو كان جمال عبد الناصر على قيد الحياة ودخلت مصر المنافسة أمام جنوب أفريقيا على شرف إستضافة كأس العالم لكرة القدم 2010 لأنسحبت جنوب أفريقيا على الفور من الوقوف أمام مصر، ولكن الظروف تغيرت الأن ومصر لم تعد مصر عبد الناصر" تري هل مازال الفخرانى محتفظا بروح شيخ العرب، أم أنه تخلص منها على أبواب قصر الحكم، معرفتي بالدكتور يحيي الفخراني تقول انه شخص رغم ما يقال عن أنه " غول تمثيل" إلا أنه خجول جدا، لا يمكن أن يقول مثل هذا الكلام، بدليل أنه خرج سالما من القصر الجمهوري ولم تهاجمه قوات الأمن الصحفية المحمولة جوا. بعيدا عن كل شيء أنا سعيد جدا لأن الرئيس بدأ يقترب ، صحيح أنه بدأها بلقاء الفنان طلعت زكريا مستعيدا معه ماكان يفعله الآخير في فيلم طباخ الرئيس، ثم أتبعه بلقاء الفنانين، لكنه سيلتقي قريبا بمفكرين ومثقفين، وقد يلتق بعدها بخبراء إقتصاد ومحللين سياسيين، وقد يلتقي برموز معارضة حقيقيين، ليعرف منهم ما كان سيقوله له همام ولد يوسف أحمد الهواري إذا التقاه. [email protected]