يوم أمس 28/9/2010 كتب د. محمد سليم العوا، مقالا ردا على "غوغائية" الصبية التي دفع بهم التيار المتطرف داخل الكنيسة للشوشرة عليه وترويعه وتخويفه ثم الكذب عليه بالادعاء بأنه تراجع عن تصريحاته لقناة الجزيرة القطرية والتي أضاءت المساحات المسكوت عنها فيما يجري داخل الكنائس والاديرة من سيناريوهات طائفية من شأنها تقويض الأمن القومي المصري. مقال العوا على أهميته أحالته "المصري اليوم" التي أهانها البابا وكذبها في حديثه للتليفزيون المصري يوم 26 /9/2010 أحالت مقال المفكر والفقيه القانوني الكبير إلى ذيل مقالات الرأي!.. طبعا لأسباب كلنا يعرفها!. لم يخرج كلام د. العوا كثيرا عن التصريح الذي أدلى به د. محمد عمارة لقناة الجزيرة في برنامح "الحصاد" مساء السبت الماضي25/9/2010.. ولعل هذا التطابق يدعونا إلى ان ننقل جزءا مما كشف عنه الدكتور العوا في مقاله المشار إليه في "المصري اليوم".. يقول العوا: ■ لقد أشرت من قبل إلى مواقف نشرةٍ كنسية أرثوذكسية يطلقون عليها (الكتيبة الطيبية)، وذكرت عملها فى إذكاء نيران الفتنة الطائفية، وناقشت بعض أسوأ ما نشرته فى كتاب (للدين والوطن)، وأود هنا أن أشير إلى عددها رقم (60) الصادر فى نوفمبر 2007 الذى نشر فيه مقال بعنوان (الثورة القبطية بيضاء) لم تستطع المجلة نشر اسم كاتبه، مما يجعل المسؤولية عنه تقع قانونًا على عاتق رئيس التحرير، يقول هذا المقال: «أصبح الوضع بالنسبة للأقباط خطيرًا وسريع التقلب.... وبدون تغيير فعال وسريع فإن أولئك المصريون الأصليون بحضارتهم التى تمتد إلى ألف عام والتى ساهمت فى بلورة طبيعة التاريخ المصرى سوف تتعرض لخطر الإبادة الكاملة.... أصبح الوقت سانحًا لأقباط مصر المسيحيين من أجل المقاومة. وبما أن الثورة الحمراء قد خدمت العديد من الشعوب على مدار التاريخ فإن هذا بالتأكيد ليس الأفضل بالنسبة لمسيحيى مصر، الاشتباك فى معركة ضد الحكومة المصرية والجيش المصرى وما يقدر بحوالى 1.4 مليون فرد من قوات الأمن المركزى ليس خيارًا على الإطلاق. التغييرات الأساسية يجب أن تتم من خلال التظاهرات السلمية المنظمة وعدم الانصياع المدنى (يقصد العصيان المدنى) بعيدًا عن العنف والنضال من أجل الإصلاح السياسى والحكومى. وفى مواجهة العنف الشديد والتمييز ضد الأقباط، فإن هذه المهمة المروعة قد تبدو مستحيلة، ولكن بالصبر والتصميم والوقت والمقاومة السلمية يمكن أن يتم التغيير... حياة عمل المهاتما غاندى.... يمكن أن تشجع وتوجه الأقباط نحو القيام بثورة سلمية بيضاء فى مصر». لقد كتبت يوم نُشِرَتْ هذه المقالة أقول: «هذه العبارات الصارخة فى الحض على الثورة والخروج على الدولة والمجتمع لا تحمل توقيعًا من أحد مما يعنى فى العرف الصحفى أنها رأى للمطبوعة نفسها لا لأحد كتابها. ومن ثم فإن المساءلة عن هذا التحريض السافر تتوجه إلى الكتيبة الطيبية والكاهن الذى يرأس تحريرها والكنيسة التى تصدرها» [ص 10 من كتاب للدين والوطن، ط3، 2009]. ■ ولم تتم مساءلة أحد. ولم تحاسب الصحيفة الكنسية، ولا الكنيسة الأرثوذكسية التى تصدرها، ولا الكاهن الذى يرأس تحريرها وتابع العوا: أن البابا شنودة نفسه قبل أن يصبح حاملا لهذا اللقب كتب فى سنة 1951، فى المقال الافتتاحى لمجلة (مدارس الأحد) فى عددها الصادر يوم 1/1/1951 كلامًا يدل على المعنى نفسه الذى عبر عنه الأنبا بيشوى بلفظ (ضيوف) وكان التعبير عنه فى كلام البابا شنودة قبل أن يصبح كذلك بتعبير (إن المسلمين قد أتوا وسكنوا معنا فى مصر)! ومن قبله كتب القمص سرجيوس الذى يدعى أحد آباء الوحدة الوطنية يقول: «إن أرض الإسلام هى الحجاز فقط، وليست البلاد التى يعيش فيها المسلمون» (مجلة المنارة عدد 6/12/1047). ■ وقص البابا شنودة فى المقال نفسه قصة احتراق كنيسة فى مدينة الزقازيق سنة 1948، وقيام الوطنى الكبير والقطب الوفدى الشهير إبراهيم باشا فرج بالتدخل لدى مدير المديرية وقتها، وإنهاء الخلاف الذى أدى إليه احتراق الكنيسة، وأنه أى البابا شنودة نفسه قد اعترض على ما فعله إبراهيم باشا فرج وانتقده ووقف ضده؛ فأرسلت إليه الحكومة نجيب إسكندر باشا، الذى كان وزير الصحة فى حكومة النقراشى باشا، وكان مما قاله للبابا شنودة: «لحساب من تعملون؟ أنتم تهددون وحدة العنصرين» [الدكتور نجيب سليم رئيس الجالية القبطية فى كندا، الأقباط عبر التاريخ، دار الخيال، القاهرة 2001، ملحق الكتاب]. ويختتم مقاله بهذه الإحالة:" وحق لكل مسلم، ولكل قبطى مؤمن بوحدة الوطن مثل إيمان إبراهيم فرج ونجيب إسكندر أن يتساءل بعد أن يسمع ما يقال، ويقرأ ما يكتب عن الذين يهددون وحدة العنصرين؟" انتهى [email protected]