لا أدي حتى الآن سببا أخلاقيا، لهذه "الغوغائية" التي يتبعها "صبية" الكنيسة في الرد على تصريحات د. محمد سليم العوا لقناة الجزيرة الأربعاء الماضي.. العوا كان محددا وصريحا ولم يستخدم أية لغة مناورة.. الرجل اتهم الكنيسة باتهامات محددة بل وقاطعة.. وهي لغة جديدة وغير مسبوقة في الخطاب السياسي في نقد الكنيسة الذي كان يتبع في الماضي سبيل التلطف والمجاملة. د.العوا ليس شخصية نزقة ومتهورة ولا حتى عادية وإنما هو مفكر حصيف ويحتفظ بعلاقات إلى وقت قريب كانت جيدة مع قيادات كنسية متنفذة ومع البابا شنودة نفسه.. وبالتالي فما يصدر منه في ذلك الشأن لا يخرج هكذا وإنما بعدما تيقن واطمئن ضميره إلى أن الكنيسة في صيغتها الشنودية باتت تمثل تهديدا للأمن القومي لايجوز ولا يحل لأي وطني شريف حتى لو كان مسيحيا مصريا السكوت عنها. العوا قال تحديدا أن الكنيسة باتت دولة داخل الدولة وتقود البلد إلى حرائق طائفية غير مسبوقة، وأن الذي سيدفع الثمن ليس هؤلاء القساوسة والكهنة الذين يعيثون في الاعلام فسادا وفتنة وإنما شركاؤنا في الوطن من المسيحيين من عوام المصريين الذين يجاوروننا ويشاطروننا أحلامنا.. والحياة في حلوها ومرها. القساوسة المتطرفون بعد أن يشعلونها نارا سيختفون خلف قلاعهم الحصينة ولن تنالهم النار بأذى إلا لعنة التاريخ والناس والأجيال المتعاقبة من بعد.. سيتركون الغلابة من المسيحيين المصريين يسددون فاتورة هذا الهوس الطائفي الكنسي المترع بالحقد والكراهية والعنصرية .. وربما تنقلهم طائرات خاصة إلى حيث يرفلون فيما جمعوه من مال وجاه على جثة هذا الوطن. كلام العوا كان محددا وألمح استنادا إلى واقعة ضبط نجل قيادة كنسية كبيرة في بورسعد وهو يهرب متفجرات من إسرائيل واداخلها مصر.. وتساءل العوا: لم يجمعون الاسلحة؟ .. ولمقاتلة من؟!.. كلام خطير صدر عن استاذ قانون مرموق ولا يمكن ان يخرج منه إلا إذا كان تحت يديه ما يعزز وقائع الضبط والاعتقال لمهرب الأسلحة المسيحي القادمة من الكيان الصهيوني.. العوا قال : إن هذه هي العملية التي ضبطت .. وتساءل : فكم غيرها نجح ومر بسلام إلى حيث تم تخزينه؟! كلام د. العوا لا يحتاج إلى تشنج لا إلى كتابة الشكاوى الكيدية ضده.. واستعداء مؤسسة الرئاسة عليه.. وتحريض أجهزة الدولة لمصادرة حقه في الكلام .. وإنما يريد ردا عمليا يثبت عكس ما قاله .. ذلك إذا كانت الكنيسة فعلا بريئة من كل هذه التهم التي تستحق ان تكون ملف "أمن دولة"! اطلقوا سراح السجينات.. وافتحوا أبواب الكنائس ومنشآتها وأديرتها للتفتيش .. ولا تتحدوا سلطة الدولة .. ولا تجعلوا من الكنيسة مؤسسة أعلى من الدولة وخارجة عن القانون تفعل ما تشاء وتعتقل من تريد فيما تكون بمنأى عن الملاحقات الأمنية والقضائية.. إنها "بلطجة" غير مقبولة.. و لاتشرف الكنيسة ولا المسيحيين ولا حتى المصريين مسلميهم ومسيحييهم.. لن تنفعكم هذه الغوغائية .. لن ينفعكم إلا العودة إلى صوت العقل.. والاستقواء بالجماعة الوطنية وليس بالخارج ولا بالنظام وتحريضه على كل من ينالكم بنقد حتى ولو كان حانيا رقيقا. [email protected]