ما تعرض له البطل محمد يوسف من فصل عنصري بغيض بعد فوزه بالميدالية الذهبية في بطولة سبورتس اكورد بسان بطرسبرج بدولة روسيا للكونغ فو،يفسر الحالة التي تعيشها مصر تماماً من تراجع كامل في القيم والحريات وحرم...ان الافراد من ممارسة أبسط حقوقهم، فالبطل يوسف عندما ارتدى فانلة تحمل شعار رابعة ورفع يده ملوحاً بذات الإشارة أراد ان يوصل رسالة انسانية الي العالم بأن ما جري في ميدانها فاق كل وصف بإهدار دماء الآلاف من الشهداء الذين تمت تصفيتهم في اكثر من مكان لمجرد انهم ينادون بعودة المسار الديمقراطي للبلاد وليس عودة مرسي كما يعمم الاعلام المصري..تصرف البطل قوبل بهجمة شرسة من الانقلابيين ليصبح خائناً وليس بطلاً،وهو الذي توج بميدالية ذهبية وأثناء تسلمها تم عزف السلام الجمهوري ورفع العلم المصري بعدما حقق الفوز بنتيجة 2/ صفر على بطل ايران، وهو ما لم يفعله كثير من الرياضيين تُصرف عليهم الملايين ببذخ وفي النهاية النتيجة صفر،لتتواصل عملية خلط الاوراق والتهييس والتضليل بشكل فج بترك ما حققه البطل من إنجاز والتوجه فقط لشعار رابعة وما اقبل عليه البطل من تصرف يتسق وقناعاته،وكأن يوسف تواجد في سان بطرسبرج خصيصاً ليتظاهر وحيداً في الصالة التي أقيمت فيها المنافسات، وكيلت الاتهامات للبطل ولعل ابرزها الذي قال فيها الوزير الانقلابي طاهر ابوزيد أن البطل أساء لمصر وشعبها..؟! كده مرة واحدة، ولم يحدد ابوزيد ماهو نوع الاساءة ..وهو الذي سبق له وقال عشية مباراة مصر وغانا في ذهاب الدور الأخير المؤهل لكأس العالم 2014 بأن فوزنا على الفريق الغاني سيكون بطعم سياسي، ليقحم السياسة في الرياضة بخبطة واحدة بتصريح غير مسئول من وزير مسئول ،مع العلم أن المنتخب يضم لاعبين ضد الانقلاب..!،ليعود بنا بالذاكرة الى أجواء ما قبل مباراة مصر مع الجزائر في السودان عندما قام الاعلام بتسييسها بغرض توريث جمال مبارك، لتقع أزمة عنيفة وقتها مع الشعب الجزائري، واتضح بعدها أننا كنا مخطئين في اكثر من موقف، وصفق الجميع للوزير الهمام وابرزت وسائل الاعلام تصريحاته، ليعود هو ذاته ويؤكد أن البطل محمد يوسف أقحم السياسة في الرياضة وهو أمر غير مقبول ولابد من التحقيق معه ..في الوقت الذي لم يخرج ولو بيان واحد من الاتحاد الدولي للكونغ فو ولا اللجنة المنظمة للبطولة في روسيا تدين ما أقدم عليه البطل، بما يعني أن الأمر يبدو عادياً ما لم يتضمن أي اشارات عنصرية،وهو ما سيضع الوزير الانقلابي واتحاد الكونغ فو المصري في موقف حرج. لكن المدهش في الأمر ان يسارع مؤيدو الانقلاب في اتهام البطل المصري يوسف بالخيانة ولا نعرف ما هي الخيانة تحديدا التي يقصدونها بل هم فقط يريدون النيل من شخصه والتقليل من شأنه وهو الذي عبر عن ما يختلجه صدره من غيظ على ما يجري من ازهاق أرواح تحت دعوى الارهاب بأخذ العاطل مع الباطل وما عاد أحد يميز بين هذا وذاك، فأراد البطل أن يصل برسالته هذه إلى العالم رغم انف الانقلابيين وعنصريتهم التي تعدت حدودها كل تصور، عائدين بنا إلى العصور الوسطى وتجارة العبيد، بعدما أفلسوا جميعاً ولم يجدوا وسيلة بالتواجد على الساحة السياسية إلا بتدخل الجيش ليأتي بهم على ظهر دبابة، وهم الذين سبق ولفظهم الصندوق وأظهر حجمهم الحقيقي، ولهذا لن يكون لديهم أي قبول لمن يخالفهم أيديولوجيتهم كما جرى مع هذا البطل الذي يستحق التكريم لا التجريم كما شاهدنا جميعا، بل وتم حرمانه من المشاركة في بطولة العالم في ماليزيا وهو المرشح الأبرز لتحقيق إنجاز عالمي جديد لمصر والذي لم يستطع الوصول إليه أي فريق مصري في لعبة جماعية ومنتخبنا القومي لمثال صارخ على ذلك،فأيهما يستحق التكريم بطل رفع بلاده عالياً أم منتخب أهان تاريخ مصر الكروي بالستة،وأضاع اسهل فرصة للوصول الي نهائيات كأس العالم في البرازيل..ويبقي السؤال ماذا لو كان البطل محمد يوسف رفع صورة عبدالفتاح السيسي،ماذا ستكون ردود الأفعال..؟!.