رفض عدد من الحركات الثورية المطالب الخاصة بإعادة الحرس الجامعي للجامعات المصرية مجددًا معتبرين أنها ردة على ثورة 25 يناير، مؤكدين أن عودته في الوقت الراهن سيثير الكثير من الشكوك في نوايا الأجهزة الأمنية، مطالبين بالاستعانة بشركات أمن خاصة أو نقل تبعيته لإدارة الجامعة مباشرة مثل الهيئات القضائية. وقال تامر القاضي، المتحدث باسم اتحاد شباب الثورة، عضو تكتل القوى الثورية: إن مطالب عوده الحرس الجامعي سببها ضمان السلامة الشخصية للطلاب وأعضاء هيئه التدريس والإداريين، واصفا ما يحدث الآن جاء نتيجة الوضع السياسي المحتقن في مصر من تخريب للمنشآت الجامعية والاعتداء على رؤساء الجامعات من قبل طلاب جماعة الإخوان المسلمين، وهذا لا يمت للتعليم وآدابه واحترامه بصلة وعليه يجب التوصل إلى حلول لإرساء الأمن داخل الجماعات بعيدًا عن تدخل الأمن في النشاط السياسي للطلبة داخل الحرم الجامعي. وأوضح من ضمن الحلول المطروحة هو عوده الحرس الجامعي مع نقل تبعيته من وزارة الداخلية إلى إدارة الجامعة نفسها مثل أمن المحاكم الذي يتبع القضاء، ولكن في النهاية يجب أن يطرح هذا الموضوع لحوار مجتمعي بين الخبراء والجامعيين والطلبة والقوى الثورية والسياسية للوصول لحل جذري لهذه المشكلة. فيما رفض محمود رضوان، رئيس اتحاد طلاب جامعة الإسكندرية، عودة حرس وزارة الداخلية مرة أخرى للجامعات نظرًا لما كان يمارسه من تضييق وقمع للحريات، لافتا إلى أن وزارة الداخلية ترفض هذه الدعوات حتى لا يتسبب ذلك في احتقان بينها وبين الشعب، وفقًا للتصريحات التي جاءت على لسان الوزير، علاوة على أنها ستعطى شرعية لطلبة الإخوان وتدعم مظاهراتهم؛ لأن الطلاب المنتمين للتيارات المدنية سيعترضون على هذا القرار بما سيدعم احتجاجات الإخوان. وطالب بالتوصل إلى حل لضبط الحياة الجامعية لتقتصر مهام الحرس على الجانب الأمني فقط دون التدخل في الحياة الجامعية وتعيين طلاب الاتحادات، كما كان يحدث في السابق، مشيرًا إلى أنهم أطلقوا عدة مبادرات لحل مشكلة الأمن الإداري بالجامعة مثل تدريبهم على كيفية فض الاشتباكات وأحداث الشغب على أيدي ضباط وزارة الداخلية، خاصة أن اللواء محمد إبراهيم رحب بهذه المبادرة، أو الاستعانة بشركة أمن خاصة بعد أن أثبت الأمن الإداري فشله. ورأى الدكتور شعبان عطية، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، أن الظروف غير مواتية لعودة الحرس الجامعي من وزارة الداخلية، لأنه سيعيد الشك في نوايا عودته من قبل الطلاب والتيارات الثورية، مطالبا بالتعقل واختيار التوقيت والظرف المناسب للإقدام على هذه الخطوة. وأكد عطية أنه في حال عودة حرس الداخلية للجامعات فيجب أن تقتصر مهامه في حدود ضبط الأمن والمحافظة على المنشآت وأرواح هيئة التدريس والمعدات دون التدخل في الحياة التعليمية أو قمع فكر معين معارض أو مخالف أو أي ممارسات لكبت الحريات.