لم يكن يعلم المجند شريف سعد، أن الساعات الأولى في صباح يوم الاثنين هي الساعات الأخيرة في حياته، هو واثنان آخران من زملائه عقب هجوم مسلح لمثلمين على الكمين، وأصابوه ب60 طلقة من الرصاص الحي ليسقطوا جميعهم، وتكتسي شوارع محافظة الدقهلية بالدماء ويعم الحزن مختلف أرجائها. أسماء وعبد الرحمن، طفلان لم يتجاوزا السبع سنوات حرموا من والدهم لكنهم لا يعلمون هذا الأمر حتى الآن، فطفولتهم البريئة أصغر من أن تستوعب الخبر. "المصريون" انتقلت إلى عزبة "إسكندر" التابعة لمركز المنصورة، لتلتقي بأهل الضحية. في البداية يقول الحاج "سعد"، والد الضحية ودموعه تتساقط أنه فقد ابنه الأوسط البالغ من العمر 36 سنة، لأخوين آخرين، هما وائل، 39 سنة، وحسني، 40 سنة، ولم يتمكن من رؤيته، فمديرية أمن الدقهلية قامت بالاتصال به في الساعات الأولى من الصباح، وأخبرته أن ابنه مصاب، ولم يعلم حينئذ أن نجله وافته المنية، وعندما ذهب إلى مكان الحادث لم يتمكن من رؤية جثمانه الذي نقل لمستشفى طلخا ولم يتمكن من توديعه الوادع الأخير. وتابع سعد أن نجله كان يعمل 24 ساعة ويستريح عقبهم 48 ساعة، مطالبًا القيادات بسرعة تحديد الجناة والقصاص لدماء نجله. أما والدة الضحية فلم تتمكن من الحديث، لأنها لم تقبل نبأ وفاة نجلها حتى الآن، وما زالت منتظرة عودة شريف، رافضة تقبل فكرة مقتله. وطالب أسامة أحمد عثمان، أحد أقارب الضحية، بإطلاق اسمه على إحدى المدارس بالعزبة، تخليدًا لذكراه، بالإضافة إلى توفير فرصة عمل لزوجتة الشابة التي ترملت، وهي في ريعان شبابها، حتى تتمكن من مواجهة أعباء الحياة، هي وأطفالها الصغار بعد فقدان عائلهم.