كتبنا قبل ذلك عن اقتحام منزل اللواء متقاعد سيد أبو طالب بالفيوم بواسطة قوات الأمن فجراً, وإرهاب والدته المُسِنه المريضة, وتكسير محتويات المنزل, علماً أن مقر سكنه بالقاهرة معلوم, وبالأمس فوجئ الرجل وهو في طريقه لبلدته بالفيوم لحضور حفل تكريم شقيقه مدير التأمين الصحي السابق, بقوات الأمن تقتاده لمقر النيابة وإحتجازه والتحقيق معه بتهم عجيبة, من وحي خيال الأمن الوطني الذي يعتمد علي الشكاوى الكيدية والمعلومات المغلوطة من أنُاسٍ يريدون الكيد لغيرهم, ومن هذه التهم التحريض علي العصيان, وحرق الكنائس, والرجل يقيم بالقاهرة والكنائس المُتهم بحرقها بالفيوم, ومكانة الرجل كبطل من أبطال سلاح المهندسين في حرب أكتوبر الذي أزال الساتر الترابي لخط بارليف, ونصب المعابر لعبور الجيش, علاوة علي كِبر سنه (72)عاما, لا تسمح له, ولا يُعهد عنه الدعوة للعنف أو انتهاك القانون, والقضية وإن كانت تبدو شخصيه لكنها ذات معاني وأبعاد خطيرة جدا, لأن معني هذا أنه إذا كان هؤلاء هم أبطال أكتوبر الذين حملوا أرواحهم علي أكفهم لغسل العار عن مصر بعد هزيمة 67, والتي شارك في حربها أيضاً, يُفعلُ بهم هكذا وهم رموز لهذا الوطن, نتيجة رؤية سياسية مختلفة عن الموجودة أو حتى انتماء فكري للإخوان, وليس تنظيميا, ولم يثبت عليه أي دعوه للعنف أو اشتراك أو تحريض عليه, فكيف بمن هم أقل مكانه ؟وما هو مصير البلاد إذا إتسع نطاق التنكيل بكل مخالفٍ في الرأي أو الفكر, إن القانون في كل دول العالم لا يُعاقِب علي الأفكار مهما كان شذوذها, إلا إذا خرجت إلي نطاق انتهاك قوانين البلاد أو ألإضرار بها, ومن نافلة القول أن نكرر أننا ضد انتهاك القانون بأي صوره من الصور سواءً من الأفراد أو أجهزه الدولة خاصة الأمنية, والتي تزايدت الشكوى من حالات انتهاك حُرمات المنازل و الاعتقالات العشوائية والتُهم الفضفاضة, التي يقبع بسببها الأبرياء في السجون والمعتقلات مما يرفع من حالة الاحتقان والسخط وسط الناس, ويدفع بطوائف جديدة من الأطياف التي شاركت في 30 يونيو اعتراضا علي ممارسات وطريقة إدارة ألإخوان للبلاد إلي الدخول علي خط الاعتراض والسخط مما يحدث, إكتشافاً أن ما يحدث ليس هو ما كانوا يأملونه ويتمنونه من خروجهم ضد الإخوان, من إقامة العدل المفقود وحُسن إدارة البلاد, وحفظ كرامة الإنسان المصري بما يتفق مع سيادة وإحترام القانون, والرسالة هنا للفريق السيسي باعتبار الجيش هو المُتنفِذ الآن والمسيطر علي إدارة البلاد, لقد خرجنا ضد الإخوان ونحن محسوبون علي التيار الإسلامي ليس مجاملة لأحد ولا طمعا في غنيمة أو منصب, أو نكاية للغير, لكننا خرجنا حسبةً لله, وعملاً بقول الرسول صلي الله عليه وسلم (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ), وأعتبرنا مرسي جائراً لكثير من الأمور التي فصلناها قبل ذلك في مقالات عده, ولن يمنعنا مهابة أحد أو الخوف من أحد, أن نقولها الآن فليس فينا خير إن لم نقلها ولا خير فيكم إن لم تسمعوها, حكمكم الآن أشدُ جوراً من حكم الإخوان, وعدد القتلى في حكمكم وأنتم مسئولون رئيسيون عن ذلك أضعاف القتلى في عهد ألإخوان, والقسوة والشدة والاستهانة بحياة الإنسان الذي كرمه الله واضحة جلية وفاضحه في فض اعتصامي رابعة والنهضة والذي يُعَد نقطة سوداء في جبين من قاموا به ومن أمروا به ولم يستمعوا لنصح البرادعي بفضه بطريقه أسلس وإن كانت أطول من ذلك, وهذا ما أكدتموه أنتم بأنفسكم عندما فضضتم اعتصام كرداسة بطريقة راقيه برغم أن عدد القتلى من الضباط يفوق العدد الذي قُتِل في رابعة, علاوة علي مقتل لواء في بداية الفض, فظهر أنكم كنتم تستطيعون الفض بسلاسة ولكنكم لم تكونوا تريدون, واستجبتم لفئات وأفراد مُحرِضه إستئصالية فقدت سلطتها, وتريد العودة إليها وتريد قطع الصلة بين الدولة والسلمية, بوجود بحور الدم التي تُرسِخ حبَ الانتقام, وشهوة الثأر, وللأسف نجحوا في ذلك يا سيادة الفريق :إن مصر لن تكون (قد الدنيا )إلا بالعدل والقسطاس المُستقيم,فلا تظُن إن الله ينصر ظالماً مهما كان ,ولنا في مبارك ومرسي عبره والفاصل الزمني ليس بعيداً يا سيادة الفريق :إن بناء الأوطان عموماً وبعد الثورات خصوصاً لا يكون بالأغاني من أمثال (تسلم الأيادي)أو(يا أبو دبوره ونسر وكاب ..إقض لينا علي الإرهاب ) فقط بل تكون بالمحاسبة للفاسدين دون إقصاء من كل الاتجاهات,وليس التركيز علي اتجاه واحد ,والمعني واضح لأننا نري أتباع نظام مبارك يعودون لتصدر المشهد وينعمون بما نهبوه من أموال وأراضي هذا الشعب..والشعب يستجدي لقمة العيش ,فأصبحنا كالحمار يحمل أسفاراً ولا يستفيد منها ,وصح فينا قول الشاعر كالعيسِ في البيداء يقتلها الظمأ ..والماء فوق ظهورها محمول فأموالنا وأرضنا ينعم بها الفاسدون ونحن نستجدي الأموال والقروض من الخارج ,ومن المُضحك المُبكي والهزل العجيب أن يطالب فلول نظام مبارك بتعويض شهداء ثورة 25 يناير من أموال الإخوان ..تاركين مبارك ولصوصه ! يا سعادة الفريق :لا تستمع لمن ينافقون ,ولا لمن رفعوك لمرتبة الإلة في كفر صريح واضح كأكرم السعني الذي قال لك :ما شئت لا ما شاءت الأقدار ..فاحكم فأنت الواحد القهار فهؤلاء إن إتبعتهم وسرت علي نهجهم أوردوك المهالك لأنهم يرفعونك لمقام جبار السموات والأرض ,وأستمع لمن يخلص النصح لك مقتدياً بعمر رضي الله عنه (طوبي لمن أهدي إلي عيوبي ).ختاماً يا سعادة الفريق :إن الله يعصمك من الناس ,والناس لن يعصموك من الله شيئا ,فرد المظالم لأهلها,وتحرّ العدل في القول والفعل,واتقِ يوما تُرجع فيه إلي الله ,وجهز الإجابة الصواب عن أحوال 90 مليوناً أصبحت مسئولاً عنهم !
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.