مع موجة أفلام العيد هب البعض من ثباتهم لإدانة محتويات تلك الأفلام التي تظهر مصر كما لو كانت عالمًا من الراقصات والبلطجية، وخرجت حملتهم تتعجب من هذا المستوى تحت شعار (مصر ليست راقصة وبلطجي) !!. ولكن السؤال هو، هل هناك حقًا وجه للتعجب، هل مصر الآن حقًا ليست راقصة وبلطجي ؟!، ألا يجب أن نسال أنفسنا أولًا: من المقدم الآن في المجتمع ؟!، ومن المستمع إليه ؟!، ومن المشار إليه بالبنان، ثم بعدها نتعجب أو يبطل العجب ؟! .
ما العجب أن تتحول مصر في الأفلام إلى راقصة وبلطجي إذا كان الصراع السياسي قد دفع مثقفين محترمين (ملو هدومهم) أطباء ومهندسين إلى القيام بنشر فيديوهات في منتهى البذاءة والتدني لراقصة تدعى (سما المصري) تسخر فيها من الساسة الذين يعارضونهم مثل الرئيس مرسي أو الأستاذ حازم أبو إسماعيل !!، وعندما يعلق السيد حازم عبد العظيم السياسي المعارض في ذلك الوقت بأنها فيديوهات رائعة ويطرب لها، وهي الممتلأة سفالات وبذاءات وإيحاءات جنسية، وتمايع وتقصع، فهل علينا أن نتساءل بعد ذلك لم تظهر مصر وكأنها قد أصبحت راقصة وبلطجي ؟!.
وعندما يفتح المجال لسما المصري ودينا وغيرهن من الراقصات والممثلات الخليعات للحديث عن الدين والفتيا في شؤون الشرع، وتفتح لهم منابر الإعلام من فضائيات وصحف، ويقوم المثقفون بكل حماسة بالإصطفاف وراءهن في الصراع السياسي !!، فهل نتعجب بعد ذلك أن تتصدر الراقصات الأفلام، على الأقل الأفلام في دائرة مجالهن وليس الفتيا والتنظير في الشأن العام !!.
عندما يصبح باسم يوسف هو زعيم المعارضة الحقيقي، وتنتظر جماهير المعارضة برنامجه أكثر مما تنتظر كلمات سياسييها، وتظل العيون والآذان تتابع حلقاته الأسبوعية التي لا تخلو حلقة منها من العديد من الإيحاءات البذيئة والتعبيرات الخارجة والسخرية السفيهة، وما دامت المعارضة يقودها مهرج، فهل نتعجب أن تختذل مصر في راقصة وبلطجي ؟!. وعندما يتحول الساسة إلى بلطجية يقذفون بالطوب في المظاهرات المتجهة نحو مقرات الخصوم، كما فعل حازم عبد العظيم وغيره، وأظهرته الصور والفيديوهات في المقطم يقذف مقر معارضيه بالطوب وحوله حملة السنج والمطاوي، وعندما يكتب المذكور مقالًا عنوانه (دكتور بلطجي) ويقول نعم طاردناهم وفروا من أمامنا إلى الجبال كالفئران، عندما تكون تويتاته عبارة عن شتائم وبذاءات تنحاز للغة البلطجية ولا علاقة لها بلغة الدكاتره وا المثقفين، فهل نعجب أن يتصدر البلطجية الأفلام ؟!.
وعندما يحمل المخرج طارق النهري السلاح ويصوبه ضد خصومه السياسيين في الشارع، ثم يدعي أنه كان مسدسًا لأحد الإخوان وسقط منه !! (كأن هذا يبيح له حمله بل وتصويبه على الناس) !!!، عندما يحمل مخرج مسدسًا ويصوبه على الناس في الشوارع، فهل نتعجب أن يتصدر البلطجة افلام العيد، أو أن يظن الناس أن مصر تحولت إلى راقصة وبلطجي ؟!!.
عندما تمارس قوى الأمن البلطجة بالزي الميري والملكي، وعندما يصبح الأسم الرسمي لقطعان البلطجية التي تهاجم مظاهرات المعارضة (المواطنين الشرفاء الذين يتصدون لمظاهرات الإخوان)، وعندما تظهر الصور والفيديوهات (المواطنين الشرفاء) حملة السنج والسيوف وهم يتبخترون إلى جوار رجال الشرطة ويتجولون بموتوسيكلاتهم حول مدرعات الجيش، ويحمل بعضهم السلاح ويطلق الرصاص على المتظاهرين على مرآى ومسمع من الشرطة والجيش، هل لنا حقًا أن نتساءل بعدها لماذا تختذل مصر الآن في راقصة وبلطجي ؟!.
ببساطة يا سادة لأن هؤلاء هم الذين دفعت بهم القوى المدنية لتصدر المشهد في المواجهة ضد خصومهم !!، وأصطفوا وراءهم !!، نعم راقصة وبلطجي، راقصة تعبر إعلام الراقصات وبلطجي يقود المواجهة على الأرض، وإقرأ الفاتحة على روح السياسة والسياسيين، ليس في الواجهة إلا راقصة وبلطجي..في عهد حكم (سما المصري) و(دينا) و(عبده موته)..وسيدي الجنرال الحاكم.
م/يحيى حسن عمر عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.