السلام عليكم أستاذة أميمة.. سأختصر قدر الإمكان وليتك تساعدينى للخروج من هذه الأزمة النفسية الكبيرة...أنا فى نهائي طب جامعة الأزهر..توفى أبى منذ 15 عام ولى أخ وأخت توأم فى الثانوية العامة.. ونحن من أسرة ملتزمة جداً..ورغم هذا صدمت صدمة عمرى حينما علمت بأن والدتى القدوة العظيمة متزوجة دون علمى منذ 6 سنوات..علمت قدراً من إحدى قريباتى من خلال الحديث معها ،وحينما سألت أمى لم تنكر، والمؤلم أننى علمت أن إخوتى الصغار على علم بالزواج وعلى علاقة طيبة بزوجها اللواء العازب الذى لم يسبق له الزواج، وأن إخواتها ووالدها أيضاً يعلمون، وأنا الوحيد الذى يستغفلونه ويكذبون عليه..بل وينتهزون فرصة إقامتى مع خالى للدراسة حتى تستقر حياتهم هناك حيث أننا من إحدى المحافظات البعيدة عن القاهرة.. إسودت الدنيا فى عينى سيدتى وأصبحت منعزلاً وحيد البكاء والقهر.. فكيف أتصرف مع هذه الأم التى عاشت أفضل أيامها مع أبى الرجل الفاضل ولم تصون العهد بينهما رحمه الله أرجوكى ساعدينى كيف أنفصل بحياتى عن من خدعونى وأنا من كنت أحبهم أكثر من نفسى؟؟؟؟؟ (الرد) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أستشعر ما تعانيه من مرارة الصدمة من زواج والدتك دون علمك.. ولكن لابد وأن تعلم جيداً أن هذه الصدمة لم تأتى من فراغ،بل لحبك الشديد لأمك الفاضلة وأخواتك الصغار.. ولكن لنخرج من سيناريو القصة ونشاهدها معاً من بعيد ونتحدث بكل هدوء ومنطقية .. الوالد رحمه الله توفى من 15عام.. أى أنك كنت وقتها لم تتجاوز المرحلة الابتدائية وإخواتك كانوا لايزالون فى الروضة..ووالدتك وقتها كانت فى ريعان شبابها ، ومع ذلك ظلت نحو 8 سنوات تربيكم دون أن تتزوج حتى خرجت بكم من عنق الزجاجة تقريباً واطمأنت عليك بأن إلتحقت بإحدى كليات القمة وتجاوز إخواتك التوأم المرحلة الابتدائية غالباً.. هل تستطيع أن تعلم كّم المضايقات ومدى المعاناة التى عانتها والدتك الفاضلة طيلة هذه السنوات وهى بمفردها تكمل الرسالة معكم..إختارت بعد ذلك أن تعف نفسها وقبل أن يجرى بها قطار العمر وتصبح وحيدة ويبيت أمر زواجها صعباً عليها وعليكم...ولأنك الإبن الأكبر والذى تخشى هى على مستقبله وحالته النفسية وربما رفض الوضع ,,فضلت أمك أن تخفى عنك خبر زواجها،مراعاة لمشاعرك وحتى لايؤثر أى شىء على تفكيرك وتهمل دروسك وتحصيلك للعلم وليس إستغفالاً كما يصور لك الشيطان والعياذ بالله ,وحتى لاتقع هذه السيدة الفاضلة فى الشبهات،أعلمت أهلها وبارك والدها وإخوتك زواجها من هذا الرجل المحترم..وأحسبه إن شاء الله بالفعل محترم ،فالأم التى تربى أبناء ملتزمين مثلك أنت وإخوتك بالتأكيد هى الأم الرصينة الحكيمة فى حكمها على الأمور والأشخاص،وبالتالى أثق أن اختيارها له كان على أسس سليمة... وعليك الأن أن تعيد التفكير فى كل ما ذكرته لك،ولتسامح أمك على أنها فقط أخفت عنك الأمر ولتلتمس لها الأعذار،فهى لم تقصر معكم ولم ترتكب خطاءً عيباً أو حراماً ، ولم يشتكى إخوتك من زوجها بل كما ذكرت أنهم على علاقة طيبة به .. وأنت وإخوتك ستأخذكم قريباً عنها دوامة الحياة من عمل وزواج وأبناء، وستظل أمك وقتها وحيدة تخشون عليها الوحدة والمرض والريب فى تأمينها...فالتحمد الله ولتكن فخوراً بوالدتك الفاضلة التى ضحت من أجلكم وضحت أكثر حين أخفت عليك أمر هام فى حياتها وربما أخفت عنك الكثير من آلامها حتى لاتؤرقك يوماً ما ،ولتتقِ الله فيها ولا تؤنبها ولا تعنفها أو تلومها على ذلك وفقط أخبرها بأنك لو علمت من البداية لم تكن لتمانع فيما أحل الله.. وأنت بالتأكيد دارساً للفقه والشريعة وتعلم جيداً أن منتهى الصواب ما فعلته والدتك حين تزوجت وعفت نفسها عن حرمات الله ،فإياك أن تتركهم أو تنفصل عنهم وأنت تكّن لهم كل ذلك الحب وهم أيضاً ليس لهم سواك بعد الله تعالى، فإخوتك يحتاجون لنصائحك وعطفك عليهم وإحتوائك لهم جميعاً، حتى زوجها لِمَ لا تتعامل معه بالحسنى وتصبحون جميعاً يداً واحدة لمستقبل أجمل وأفضل مما تنوى أن ترسمه أنت فى لحظات غضبك، يهوى بكم جميعاً للضياع لاقدر الله" ........................................................................... تنويه هام للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الإثنين من كل إسبوع ,من جريدة المصريون الورقية ,لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة,ليشارك معى بكلمات هادفة,فاليتفضل ويتصل بى ثم يرسلها لى عبر الإيميل المخصص للباب,مرفقة باسمه وصورته الشخصية , لنشرها فى صفحة باب "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معى. .............................................................................. تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية كل إثنين ملحق "إفتح قلبك" فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل. ................................................... **لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. وللرد المباشر للأستاذة أميمة على مشكلاتكم الإجتماعية والأسرية من خلال الهاتف فيمكنكم الإتصال برقم ( 2394) .