أعرب السفير مجتبي أماني، رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية لدى مصر، عن اعتقاده أن "بعض الجهات تريد أن تعرقل العلاقة بين إيران ومصر" وذلك على خلفية تبادل النشر في الوسائل الإعلامية بالبلدين عن عزم كل مجموعة من الناشطين إنتاج فيلم من شأنه أن يكون موجها للإساءة للطرف الآخر. وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، اليوم الأحد، أن مصريين وإيرانيين ردوا بعضهم على بعض بشأن عزم كل منهما إنتاج فيلم عن زعيم البلد الآخر، ففي حين يسعى ناشطون مصريون لإنتاج فيلم تعتبره إيران مسيئا للزعيم الروحي لثورتها الإمام الخميني، أعلنت مجموعات إيرانية تابعة لمنظمة "الباسيج" الإيرانية أنها سترد بالمثل بفيلم يتناول الرئيس حسني مبارك، في حال موافقة مصر على إنتاج فيلم يسيء للخميني. وقلل أماني من أن يعكس الجدل حول الفيلم، أو موضوع إرجاء زيارة وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي لمصر، أي توتر في العلاقة بين البلدين حاليا، وقال إنه "من المعروف أن (الباسيج) مجموعات شعبية وليست حكومية في إيران، وهذه المجموعات منتشرة في المصانع والوزارات وغيرها، وتعبر عن توجهاتها، ولا تعتبر اللسان الرسمي للدولة". ومن المعروف أن منظمة "الباسيج" أو "التعبئة الشعبية" تابعة للحرس الثوري الإيراني التابع بدوره للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي. وأضاف رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في مصر أن خبر إنتاج فيلم مصري مسيء للإمام الخميني انتشر في إيران، وبعدها صدرت أخبار عن منظمة "باسيج الفنانين" بأن هناك محاولة منهم للرد على الفيلم المصري المحتمل، وقال :" ليس لدي معلومات مؤكدة من أين جاء هذا الخبر لهذا أقول إن هذا الخبر الأول بشأن فيلم الخميني مشبوه، لأنه يأتي من بعض الجهات التي تريد أن تعرقل العلاقة بين إيران ومصر". يأتي هذا التطور، الذي رأت الصحيفة أنه لم يتخذ طابعا رسميا حتى الآن، بعد أيام قليلة من تنابذ رسمي بين البلدين، وذلك حين طلبت مصر من متقي عدم الحضور إلى مصر في الموعد الذي كان مقررا بينهما على خلفية انتقادات وجهها متقي قبل يومين لزعماء عرب يتوسطون لإحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بينهم الرئيس مبارك، وإن كان ذلك من دون إشارة مباشرة إليه. وحول ما إذا كان إرجاء هذه الزيارة يمكن أن يزيد من تعقيد العلاقة بين البلدين في مثل هذه الظروف التي تواجهها إيران مع الغرب ويواجهها الشرق الأوسط مع قضية السلام، قال مجتبي أماني: "هذا لا يعتبر توترا"، مشيرا إلى أن تصريحات متقي "جاءت متقاربة مع مناسبة يوم القدس العالمي الذي تتعالى فيه أصوات لصالح المقاومة، وترفض الاعتراف بالكيان الصهيوني والسلام الفاشل. وجاءت في الوقت نفسه مع مفاوضات واشنطن أعتقد أن هذا المناخ أثر على الموقف المصري وتم تأخير اجتماع ترويكا دول عدم الانحياز". والعلاقات بين مصر وإيران مقطوعة منذ عام 1979، ولكل منهما مكتب رعاية مصالح في الدولة الأخرى، لكن المرات القليلة التي جرت فيها محاولات لإعادة العلاقات رسميا لم تصل لغايتها.