لم استسغ سؤال وائل الإبراشي للسيدة جميلة إسماعيل بأن تغني. ولم تتقبل نفسي غناءها كما لم تتقبل منها من قبل إعلانها إعلاميا عن طريق "المصري اليوم" انفصالها عن زوجها أيمن النور بعد الإفراج عنه بوقت قصير. كتبت يوما عن جميلة وهو في السجن مقالا في جريدة "الدستور" يقطر دموعا عنوانه "لا تبكي يا جميلة" وقيل عن لسان أيمن أنه قرأه في زنزانته فبكى هو. كنت أراها إمرأة بمليون رجل. تقاتل بشراسة من أجل حرية زوجها ولا تعطي بالا بمن حاول أن يتحرش بها نفسيا ومعنويا ومن بمن طعنها في عرضها وشرفها. كادوا يقتلونها حرقا في مقر حزب الغد فخرجت أعلى صوتا وأكثر شجاعة. خاطبت الشرق والغرب كأنها ملكة متوجة على حصانها في مأسدة من مآسد ماضي الفروسية الرائع في زمن عز فيه الفوارس. قلت لها مرة هاتفيا - وأنا لم أقابلها شخصيا حتى اليوم – إنها مثل الدكتورة وان عزيزة زوجة الزعيم الإسلامي الماليزي الدكتور أنور إبراهيم، التي كانت كالأسد مدافعة عن زوجها الذين اتهموه بالشذوذ مع سائقه ليدخلوه السجن وليدمروا سمعته وتاريخه، وكان خصمه هو أستاذه الدكتور مخاتير محمد. كانت رائعة تلك المرأة. استضافتني في بيتها في كوالمبور عاصمة ماليزيا في مطلع التسعينيات من القرن الماضي لتحكي لي قصة رمي رجلها بأبشع إتهام يسقطه من عيني إمرأته إلى الأبد ولتقول في حضرة مراسلة قناة السي إن إن التي كانت عندها في ذلك الوقت إنها كزوجة تعرف جيدا أنه اتهام خسيس من رجل حسود رغم أن هذا الرجل هو الذي علمه السياسة. ولما قلت لها إنني أحب مخاتير وأؤمن بإخلاصه لوطنه وقد أكد لي شذوذ زوجها عندما تحدثت له عن شكوكي، وعلق حينها أنه كان مثلي لا يصدق ويشك أن يقع تلميذه النجيب في تلك السقطة الأخلاقية لولا أنه أطلع على الحقائق كاملة. وقالت لي وان عزيزة: لتحب مخاتير كما تريد. نحن أيضا كنا نحبه. لكن أنور زوجي وهو زعيم إسلامي ووطني مخلص. انظر إلى سجادة الصلاة التي أمامك وإلى المصحف بجانبها. هما صاحباه دائما.. هل تريدني أن أصدق حبيبك وأكذب عيني ونفسي ويقين الزوجة؟! وظلت صامدة قوية وقادت بالنيابة عنه حزب العدالة الوطني وعززت مقاعده في البرلمان حتى خرج قويا بريئا من السجن. لم تطعنه في ظهره ولم تسعى لانفصال عنه ولم تحيد عن طريقها. وعندما ولدت جميلة اسماعيل من ظهر سجن زوجها أيمن نور رأيت فيها تلك السيدة وكتبت عنها بكل الاحاسيس التي تولدت في صدري لحظتها عندما تعرضت لمحاولة الحرق واستهدف عرضها وشرفها مما جعلها تبكي في لقاء مع برنامج العاشرة مساء. لا أحد يعرف سبب الخلاف الدرامي بين الزوجين. لكن جميلة خرجت عن طورها إلى أقصى الحدود بلجوئها للصحافة والتحدث عن الانفصال والسعي للطلاق. وبعد أن أخرجت خلافات بيتها إلى دائرة العلن رغم محاولات أيمن تطويق الموضوع، تأتي الآن لتقول لوائل الإبراشي شريك البرنامج التلفزيوني مع مخرج مشكلتها إلى الإعلام مجدي الجلاد، إنها لا تريد أن تتحدث لأنها أم لشباب والدهم هو أيمن زوجها، وأن الطلاق أو الإنفصال فعل إنساني يحدث بين أي زوجين! شركة مجدي لوائل تجعلني أشك أن جميلة مستهدفة وأنها للأسف الشديد لم تستطع أن تفصل بين حالتها كأنثى وزوجة وإنسان وبين دورها كسياسية معارضة زوجة لمعارض كان منافسا للرئيس مبارك في الانتخابات الماضية والمفترض أنه ما يزال منافسا له أو لنجله في الانتخابات القادمة أو فيما بعدها، وأنه دستوريا يمكنه أن يصبح بين ساعة وأخرى رئيسا للجمهورية في حالة الغياب المفاجئ للرئيس الحالي بحكم أنه احتل المركز الثاني في عدد أصوات الناخبين. أقول هذا إفتراضا مع أنه بعيد جدا عن الواقع أو ما سيكون، ولكني قصدت منه تنبيه جميلة إسماعيل إلى خطورة وضعها ودورها اللذين تخلت عنهما طواعية للصحافة وباستسلام كامل! لقد غنت جميلة إسماعيل بالحاح من وائل الإبراشي أظنه صوريا لأنها لم تقاومه سوى مرة واحدة. وكان صوتها جميلا وأغنيتها عاطفية حزينة تخلت بهما نهائيا عن أي تقدير لها باق عند الناس وقصمت بهما ظهر زوجها للأبد فلم يعد صالحا الآن لممارسة السياسة أو المعارضة. ومنك لله يا وائل يا ابن الإبراشي ولتوأمك مجدي بن الجلاد. [email protected]