علقت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية على حادثة خطف رئيس الوزراء الليبي على زيدان بأنها توضح بما لا يدع مجالا للشك فشل دولة ما بعد العقيد الراحل معمر القذافي. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 12 أكتوبر أن فكرة أن رجال "الميليشيات" هم من دحروا القذافي بقوتهم عام 2011 كانت "وهما" ساعدت فيه وسائل الإعلام الغربية طوال الوقت. وتابعت أن خطف زيدان وإطلاق سراحه السريع هو رسالة في غاية الوضوح بأن ليبيا تنفجر داخليا بعد عامين من الإطاحة بالقذافي، وأن خطفه كان ثمن إذعانه للولايات المتحدة وتبجح وزير خارجيتها جون كيري بأن اعتقال أبو أنس الليبي كان بالتنسيق مع الحكومة الليبية. وأضافت الصحيفة أن وسائل الإعلام الدولية -التي كانت تمتلئ بها فنادق طرابلس وبنغازي- انتقلت إلى مصر وسوريا وسقطت ليبيا من خريطة وسائل الإعلام عندما ناضل السياسيون الليبيون عبثا لملء فراغ السلطة، لكن مدى فشلهم بات واضحا بعد اختطاف زيدان في الساعات الأولى من صباح الخميس الموافق 10 أكتوبر. وكانت غرفة عمليات ثوار ليبيا أعلنت مسئوليتها عن عملية خطف رئيس الوزراء علي زيدان, الذي اقتاده مسلحون مجهولون من الفندق الذي يقيم فيه بطرابلس, إلى جهة مجهولة. وجاءت العملية بعد خمسة أيام من اعتقال قيادي مفترض للقاعدة بليبيا هو أبو أنس الليبي على يد الاستخبارات الأمريكية في طرابلس, ما أثار موجة من الغضب الشعبي وسط انتقادات للحكومة واتهام لرئيس الوزراء بالتقصير. واعتقلت قوات أمريكية نزيه الرقيعي المعروف باسم "أبو أنس الليبي"، للاشتباه في ضلوعه في تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة بكينيا وتنزانيا عام 1998، وهو التفجير الذي أسفر عن مقتل 224 شخصا. وقال مسئولون أمريكيون إنهم اعتقلوا الليبي في شوارع طرابلس، فيما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن احتجازه على متن سفينة "سان أنطونيو" التابعة للبحرية الأمريكية والموجودة في البحر المتوسط