كشفت مصادر مطلعة، أن زيارة كاثرين آشتون, المفوض الأعلى بالاتحاد الأوروبى للشئون الخارجية إلى مصر في الأسبوع الماضي، والتي شملت سلسلة لقاءات مكثفة مع مسئولين بالسلطة الحالية و"التحالف الوطني لدعم الشرعية"، استهدفت إقناع السلطات بعدم توجيه اتهامات جديدة للرئيس المعزول محمد مرسى. ووفق تلك المصادر، فإن آشتون ضغطت على المسئولين بالسلطة الانتقالية خلال الزيارة لمنع تهمة جديدة للرئيس المعزول المحتجز في مكان غير معلوم منذ الإطاحة به في الثالث من يوليو بالتخابر مع الولاياتالمتحدة خلال وجوده في السلطة، لتكون التهمة الثانية من نوعها بعد اتهامه بالتخابر مع حركة "حماس". لكن مجدي سالم القيادي ب "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، اعتبر مثل هذا الحديث غير مقبول جملة وتفصيلاً. وأكد أن آشتون لم تقدم مبادرة للأطراف السياسية خلال وجودها فى مصر أو لقاءاتها مع ممثلي التحالف وإنما اكتفت بالاستماع لآراء الجميع. وأوضح أن "التحالف لم يعول من قريب أو بعيد على زيارة آشتون وكنا نعتقد أنها قادمة فقط فى إطار البروتوكول فقط وضمن الزيارات المتتالية التى تتم لدولة بحجم مصر, غير أننا نحرص على أن تكون وجهة نظرنا ونظرتنا للتطورات السياسية فى مصر واضحة أمام الجميع". وقال المهندس صالح جاهين، وكيل مؤسسي "الحزب الإسلامي"، الذراع السياسية ل "جماعة الجهاد"، إن "زيارة مفوضة الاتحاد الأوروبى للشئون الخارجية لمصر لم تأت بجديد بل شهدت تكرارًا من المسئولة الأوروبية لحزمة مواقف منها ضرورة مشاركة جميع القوى فى العملية السياسية بدون إقصاء أو تهميش". وأشار إلى أن "آشتون عرضت على السلطة الحالية ملفًا حقوقيًا عن التجاوزات التى شهدتها عملية اقتحام اعتصامى رابعة والنهضة وإعداد القتلى والحصول على رد من المسئولين المصريين حيال هذه التجاوزات التى أثارت غضب على الصعيد الحقوقي الأوروبي". وقال: "لم ولن نراهن على دور للاتحاد الأوروبى فى تسوية الأزمة المصرية فهؤلاء دعموا الإطاحة بالدكتور محمد مرسى ومن ثم فإن التعويل على قدرتنا الذاتية فقط وتظاهراتنا السلمية". بدوره، قال الدكتور شعبان عبد العليم عضو المجلس الرئاسي لحزب "النور", إن حزبه طالب من المبعوثة الأوروبية وفي المقام الأول بألا تتأثر المعونات الأوروبية المقدمة لمصر بالسجال السياسى الدائر فى مصر حاليًا حتى لا يتضرر الشعب من تراجع هذه المعونات. وشدد على أن "المسئولة الأوروبية اكتفت بتبادل وجهات النظر مع الحزب حول الخروج من الأسباب وهو ما عكس توافقًا مع الحزب الذى يسعى لتحقيق مصالحة وطنية وحوار يفضى إلى بدء عملية سياسية لا تستبعد الجميع". وتابع: "لم تؤد زيارة آشتون إلى اختراق فى القضايا الملحة التى تعانى منها البلاد بل نعتقد أن حل الأزمة يجب أن يكون مصريًا خالصًا", معتبرًا أن ما يتردد عن الزيارة هدفها إنقاذ حزب الإخوان وقادته من قضايا تجسس وتخابر يشكل تجاوزًا غير مسبوق وغير مقبول جملة وتفصيلاً. وقال مجدي قرقر، القيادي ب "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، إن لقاء آشتون جاء بناءً على طلبها، وأشار إلى أنهم لا يعولون على الاتحاد الأوروبي أو أي أطراف خارجية في حل الأزمة، نظرًا لموقفهم الداعم للانقلاب، وإصرار قوى الانقلاب على اعتراف التحالف بخارطة الطريق، مشيرًا إلى أن تعديل تلك الخارطة بناءً على حوار سياسي شامل يشارك فيه التحالف قد يكون المدخل الوحيد لحل الأزمة.