لم أتوقع إطلاقا أن مقال الأسبوع الماضى: "عقيدة الآميش" سوف يكون له كل هذا الصدى، وأننى سوف أتلقى فى معرض التعقيب عليه ما تلقيته بالفعل من الإيميلات التى سوف أعرض لجانب منها في حدود ما يسمح به الحيز المتاح، وأبدأ بتعقيب الأستاذ سام يسّا، الذى أورده بنصه فيما عدا وضع الأخطاء النحوية بين أقواس : "الآميش يا سيدى ليسوا (أناس) بهذا الشكل الذى حاولت ان تصوره للقارئ، فهم يتركون لابنائهم حريه اكمال حياتهم فى هذا المناخ او الانضمام الى المدنيه الحديثه وقد (اعطوا) هؤلاء الناس درسا فى التسامح لكل من تجرأ يوما على السخريه منهم، ... واليك هذه القصه التى وقعت منذ سنوات قليله، فقد هاجم احد الاشخاص مدرسه لاطفال الاميش واطلق النار فقتل على ما اذكر ثلاث او اربع اطفال ثم انتحر وترك القاتل خلفه اطفال وارمله ليس لها من يعين وبعد ان دفن الاميش اطفالهم عادوا لياخذوا جثه القاتل ويتتمموا له صلاه الجنازه ثم تنازلوا عن كل مبلغ التعويض الى أرمله القاتل ...ألا تتمنى سيدى الكاتب ان تعيش وسط هؤلاء؟ انا اتمنى لو سمحوا ،.... المخلص سام يسّا ،.. وللأستاذ سام يسا أقول :.. بكل صراحة، كلا، لا أتمنى ، مع احترامى الشديد لكم ، وللآميش ، ولكل المؤمنين بعقيدتهم ، طالما أنهم لم يقاتلوا غيرهم فى الدين ، ولم يخرجوهم من ديارهم ، ولم يظاهروا على إخراجهم . ومن الأستاذ سام يسا إلى الأستاذ سعيد عبدالله الذى كتب من الولاياتالمتحدةالأمريكية يقول : "لقد اسقطت الكثير مما هو جميل عن هذه الطائفة، إما عمدا او سهوا والذي أهمه انهم يحرمون القتل حتى في حال الدفاع عن النفس. سعيد عبدالله نيوجرسى ، وللأستاذ سعيد عبدالله أقول إننى لم أستهدف تقديم عرض شامل لعقيدة الآميش ، ولكننى كنت أستهدف فقط تسليط الضوء على أحد جوانب تلك العقيدة ، وهو الجانب الذى قد يدفع بالبعض إلى المقارنة والتحليل ، داعيا فى الوقت ذاته كل من يرغب فى الإستزادة إلى أن يرجع إلى المراجع الورقية أو الإليكترونية وهى كثيرة ومتاحة دون جهد كبير . أما ما تفضلتم سيادتكم بذكره من أنى قد أسقطت سهوا أو عمدا أجمل فى تلك الطائفة الذى هو فى رأيكم الكريم أنها طائفة تحرم القتل فى حال الدفاع عن النفس، ما تفضلتم بذكره ما هو إلا رأيكم الذى قد يتفق معكم فيه كثيرون ، لكنه بالقطع موضع نظر واختلاف من كثيرين (ربما كانوا أكثر بكثير) ، سوف تقول لى إن العبرة ليست بالعدد ، وسوف أقول لك نعم ، لكننى شخصيا أومن بأن الإحجام عن القتل عندما تستوجبه ضرورة الدفاع عن النفس، وعندما لا تكون هناك من وسيلة أخرى لدفع التهديد ، أومن بأن الإحجام عن القتل فى هذه الحالة إثم كبير لا يقل خطيئة عن القتل ، وأكثر من ذلك فإننى أعتقد أن من يدعو إلى مثل هذا الرأى أو يؤيده ذلك يقع فى الحقيقة فى تناقض مع نفسه، فهو يحرم القتل من حيث المبدأ ، ويتيحه ويساعد عليه عمليا بالتوقف عن الدفاع عن نفسه!! . ومن الأستاذ سعيد إلى القارىء أو القارئة : ( لا أدرى على وجه التحديد)، لأ ن التوقيع هو: تى خورى ، الذى كتب أو كتبت تقول , "عندما يكتب اي شخص مقالا , يكون له هدف من هذا المقال!! فما هو هدفك من تقديم هذه المجموعة بهذه الطريقة المشوهة ؟؟ علما بان هؤلاء الناس هم الوحيدون على وجه الارض الذين لم يؤذوا انسانا ولا حتى حشرة!! ..تى خورى ، وللأستاذ (أوالأستاذة ): تى خورى أقول .. " إننى لا أحب ، أن أشوه أحدا، بل إننى أحاول قدر الجهد أن أقدم صورته بأقصى ما أستطيعه من الأمانة والحيدة، ثم أترك للقارىء أن يحكم بنفسه،بعد أن يرجع إلى كل ما يمكنه الرجوع إليه وتفضلوا سيادتكم بمراجعة ردى على التعقيبين السابقين وأظنه يغنينى عن المزيد ، ويبقى بعد ذلك أن أتوجه بالشكر إلى الذين أثنوا على ما جاء فى المقال ، وعلى رأسهم الصديق العزيز الروائى الكبير الأستاذ خيرى شلبى [email protected]