قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر إن البعض من أصحاب المذاهب الطائفية يريدون سحب البساط من تحت أقدام الأزهر ليصبحوا هم المتحدثين الرسميين باسم الإسلام، لكن المسلمين سيتخطونهم قريباً أو بعيداً. وأضاف ، فى حواره مع الإعلامى أحمد المسلمانى، فى برنامج "الطبعة الأولى" إن العلاقة بين الدولة والأزهر فى مصر هى علاقة عاقلة، وأن تدخل الأزهر فى السياسة سيقضى على الأزهر وسينزل من قدره فى نفوس الناس. وحذر "الطيب" من خطورة عدم وجود محققين جادين فى التراث الإسلامى. وقال: "لو استمر الأمر فى هذا الطريق البائس، فلن يمر أكثر من 20 عاماً ولن تجد من يفهم فى كتبنا إلا الكاثوليك واليهود فى الغرب" ، حسبما نشرت صحيفة المصرى اليوم وتابع شيخ الازهر : الدكتور حمدى زقزوق كان آخر من وصلنا من الخارج، وهذا عندما كنت فى السنة الأولى بالدراسات العليا بكلية أصول الدين، وقبل ذلك كان لدينا الدكتور عبدالحليم محمود وقد سافر على نفقته الخاصة لإكمال تعليمه، وهناك أيضاً الدكتور "غلاب" الذى كان علامة كبيرة جداً رغم كونه كفيفاً، وقد تزوج بفرنسية وهو ابن أصول الدين، وأيضاً الدكتور "بيصار" وكان شيخ أزهر فيما بعد وأتى من أدنبره، والدكتور عبدالفتاح عفيفى والدكتور على عبدالواحد وافى. وأذكر أن الدكتور وافى كان قاسيا جداً فى الامتحانات، حتى إنه كان يطلب ألا تزيد الإجابة على 80 كلمة، لذا فأنا أبدى دهشتى من أولياء الأمور الذين يقولون إن الامتحانات صعبة، والطلبة الذين يبكون من صعوبة الامتحان. وأتساءل كيف يكون امتحاناً ولا يكون صعباً، ده معنى امتحان يعنى لازم تعانى فى الإجابة، على الأقل فى سؤال أو اثنين، وإلا فمعنى هذا أن الجامعات ستمتلئ بطلبة مستواهم عادى جداً، وحينها أين سيكون المتميزون إذاً؟!.. فإذا كان الامتحان عادياً سيفرز أنماطاً عادية لا تصلح لتعليم جاد. وتابع شيخ الأزهر: عندما عينت معيداً فى عام 1969 كان راتبى 17 جنيهاً ونصف، وكان علىّ أن أدفع للمركز الثقافى الفرنسى جزءاً منه، وأعيش بالباقى، خاصة أننى أصبحت مستقلاً ولا أستطيع أن أطلب من والدى أن يساعدنى، وبالفعل استطعت أن أستمر 4 سنوات فى المركز إلى أن حصلت على الماجستير، وسافرت للخارج.. ولكنى للأسف مرضت فعدت إلى مصر وحصلت على الدكتوراه هنا، لذا فالكثيرون يظنون أننى حصلت على الدكتوراه من الخارج، والحقيقة أننى حصلت عليها من الأزهر، ولكن بعدها سافرت كثيراً إلى السوربون فى رحلات علمية وارتبطت بأساتذة كبار هناك، وعلى الرغم من أنى كنت مازلت فى مرحلة طلب العلم بالنسبة لهم فإنهم كانوا يعاملوننى كزميل. وحول الانتقادات التى وجهت إليه، قال الطيب: «حدث أن أصبنا بأذى شديد من الكلام الذى كتب فى الجرائد، وقيل إننى أريد أن أعلِّم أبناء أصول الدين الرقص وشرب الخمر، ولكن الآن ندموا جداً لأنهم أفلحوا فى أن يطفشوا الطلبة من أحد المراكز التابعة للجامعة بحجة أن المدرس سيدة أو غيره، فأنا لو خرجته يدرس فى أمريكا أو اليابان، هل هيصمموا لهم سيدات بنقاب ليدرسن لهم؟! بالطبع لا، وهذا الفكر لم يكن موجوداً لدى الشيوخ الذين أتوا من هذه البلاد بعد دراستهم، فقد لاحظنا أنهم كانوا يذكرون هذه البلاد باحترام، فلو أنهم عندما عادوا خاطبونا باللهجة التى نسمعها الآن، وقالوا لنا إن هؤلاء كفار (وناس منحلين) وحرام أن تذهبوا إليهم.. إذن فلابد من عودة التراث وهذا الفريق الذى يتقن التراث والعلوم الحديثة». وعن تعيينه شيخاً للأزهر، قال «الطيب»: «لم أكن أتوقع أنه سيتم تعيينى شيخاً للأزهر بشكل حاسم، لكن كان يتردد هذا الأمر، وكنت أتوقع أنى لن أكون كذلك لأننى أساساً غير راغب فيه لأنه منصب له ثقله ومسؤولياته الكبرى، وإذا وضعت فى مكان أتعامل معه من منطلق المسؤولية أمام الله، وكنت أعلم أنه سيكلفنى الكثير من المتاعب أو على الأقل سيقضى على البقية الباقية من حريتى الشخصية التى أستمتع بها وأنا فى مكتبتى أو عندما أسافر هنا أو هناك أو أتصل بأصدقائى الأجانب لأكون معهم، فأنا من القلائل الذين لم يذهبوا إلى المصيف ولو مرة واحدة، وقد يُستغرب هذا الكلام ولكن اعتبرونى من الجيل المنقرض. وأضاف: فى هذا الوقت كنت فى البلد، فأنا أذهب هناك كل أسبوعين تقريباً، ويوم الجمعة فوجئت بهذه المكالمة التليفونية، وفقدت تفكيرى وذاكرتى للحظات من شدة الصدمة، لكنى فوراً أدركت أن قضاء الله قد نفذ، ومنذ ذلك الوقت وأنا أشعر بأنى لست ملكاً لنفسى ولا أهلى، ولست شخصاً من حقه أن يستمتع بما يستمتع به الآخرون، فأجدنى غارقاً فى الملفات، ولكن الحمد لله ما فتحنا ملفاً إلا وشعرت أن الله سبحانه وتعالى يعيننى على الاتجاه إليه بشكل صحيح.