أثارت مطالبة السفيرة الأمريكية مارجريت سكوبي بإجراء إصلاحات تضمن نزاهة الانتخابات البرلمانية المقبلة، احتجاج مصر التي أبلغت الإدارة الأمريكية- عبر القنوات الدبلوماسية- تحفظها الشديد علي ما اعتبرته تدخلاً في شئونها الداخلية، وبما يخالف ضوابط العمل الدبلوماسي التي تحكم عمل السفيرة. وأبدت القاهرة استياءها الشديد من تحركات واتصالات مع القوي والأحزاب السياسية المنخرطة في الانتخابات، وحثها إياها علي خوض معركة شرسة وتقديم مرشحين في أكبر عدد من الدوائر منهم نساء وأقباط، وهو ما يخالف الأعراف الدبلوماسية، بحسب المسئولين المصريين. زاد من غضب القاهرة زيارة سكوبي مؤخرًا إلى حزب "الوفد" واستعراضها لموقف الحزب من الانتخابات وتقديمها نصيحة لهه بعدم الاستماع للأصوات المطالبة بمقاطعة الانتخابات باعتبار أن من يقاطع يخسر كثيرا. وأفادت مصادر دبلوماسية، أن الإدارة الأمريكية أبلغت القاهرة تفهمها لاستيائها رغم حرصها على الدفاع عن تحركات سفيرتها بالقاهرة، ووضعها في إطار الاستماع إلي آراء الأحزاب والقوي الحزبية في عدد من القضايا الراهنة. ورجحت المصادر أن تستجيب السفيرة الأمريكية لمطالب القاهرة بالتوقف عن زياراتها إلى الأحزاب خلال المرحلة المقبلة، والتقليل منها للحد الأدنى، في إطار حرص واشنطن على الاحتفاظ بعلاقات طيبة مع القاهرة، والتنسيق المشترك في عملية السلام، حيث تعول واشنطن بشدة على القاهرة في المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي سيتم إطلاقها قريبًا.