منذ عدة أشهر، اتصل بي الزميل المعد لبرنامج "مانشيت" على "أون تي في"، ودعاني إلى أن أكون ضيفا على البرنامج في اليوم التالي وحدد لي ميعاد وصول السيارة التي ستقلني إلى مدينة الانتاج الاعلامي بأكتوبر. شكرت الزميل وأثنيت على البرنامج وعلى كل الزملاء الصحفيين القائمين عليه، وبينت له من باب المجاملة والتلطف أنه ليس ثمة أي خلاف مع أي منهم، وأنهم جميعا زملاء تعجبني مهنيتهم.. ثم سألته ما إذا كان متابعا جيدا ل"المصريون" فأكد لي أنه يتابعها مثله مثل كل النخبة الثقافية والصحفية والسياسية في مصر يوميا.. فقلت له : إذن انت تعلم موقفنا من الامبراطورية الإعلامية المملوكة للملياردير القبطي نجيب ساويرس:. فكيف نهاجمه في "المصريون" صباحا، ثم أقبل دعوته للظهور على فضائيته مساءا؟! واعتذرت له بلطف عن قبول الدعوة وحملته رسالة ود واحترام خاص لكل الزملاء العاملين في البرنامج. وليلة أمس اتصل بي أصدقاء وبلغوني أن برنامج "مانشيت" على "اون تي في" كال لي ول"المصريون" الشتائم والاتهامات! لم اكترث لما سمعت، فلقد تعودنا منذ التحقنا بالعمل في بلاط صاحبة الجلالة، على مثل هذه الانتقادات التي قد تبلغ مبلغ الشتائم والسب والقذف واتهامنا بالعمالة لهذا الطرف أو ذاك.. ونمت ليلتي سليم الصدر وقرير العين.. وفي الصباح وصلني على إميلي الشخصي تقريرا عن الحلقة يعده محررون في البرنامج ثم يقومون بتعميمه على ايميلات الصحفيين والمثقفين.. لم اهتم بالبحث عن الجزء الخاص ب"المصريون" ولم يلفت انتباهي في الحلقة "التقرير" أي جديد، فكله كلام في "الهجايص" مثل التطرف والارهاب والدولة الدينية والدولة المدنية والظلامية وما شابه من مفردات باتت مثل "عدة النصب" منذ سقوط أحد أكبر سدنة اليسار المتطرف في مصر في معركة سيد القمني. لفت انتباهي فقط ادعاءات الكاتب المغمور الذي نشرت له "اليوم السابع" روايته المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، عندما ترك فحوى الموضوع وكال الاتهامات للشيخ الحويني وخوضه في الخصوصيات والاعراض بشكل فج وصريح.. وقال: إن الحويني منذ 18 عاما طلق زوجته وزوجها لأحد صبيانه! ولا ندري من السياق ما إذا كان المقصود هي زوجة الحويني أم زوجه الكاتب المغمور.. وأيا كان الأمر، فما علاقة الحياة الخاصة فيما خطه هذا "الكويتب" بيمينه؟! هذا الموقف فكرني بموقف مشابه أثناء أزمة د. نصر أبو زيد.. فعندما ضبطه الكاتب الكبير الراحل محمد جلال كشك رحمه الله متلبسا في عملية سطو على إحدى مؤلفات الشيخ أبو زهرة رحمه الله ونسبها إلى نفسه.. تهرب أبو زيد من المواجهة ومن الرد على كشك وعاير الأخير بمرضه قال إنه : مريض بسرطان البروستاتا!.. فيما تساءل الرأي العام آنذاك: ما علاقة بروستاتا "كشك" ب"سرقات" أبو زيد! وصدق الله تعالى حين قال:" كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ" البقرة/118 [email protected]