وصف لي صديقي الذي زار بغداد مؤخرا الوضع المتأزم هناك .. دعوت الله أن يسترها عليهم وتنتهي تلك المأساة التي يعيشونها في مشوار كئيب من البعث الى العبث الذي تعيشه العراق حاليا. جاحد وناقص عقل ودين من لا يتمنى الاستقرار للعراق .. ومن يشعر بالفرح لما يعيشه العراقيون .. ومضطرب وغير سوي من لا يتأثر بما يحدث في العراق كل يوم من سوء .. وفاقد للوعي والاحساس من لا يشعر بالمسؤولية للعمل الجاد والفعلي لتصفية الاجواء بين الكويت والعرق .. أو أن يستثمر في الشر ويساعد في التصعيد لنصل الى ما لا تحمد عقباه من نتائج. أحسن السفير العراقي في الكويت حين شخص الحالة العراقية حسب ما يجب .. وحين قال أن العراق يحتاج الى المزيد من الوقت كي يخرج من حالتة .. وكي يفيق من الصدمة .. ويتعافى من سنوات الذل والقهر والبطش .. التي غرس فيها نظام البعث في نفوس العراقيين قيما ومبادئ ومعلومات خاطئة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننتزعها في يوم وليلة. إننا نأمل في عراق آمن مستقر .. عراق عاقل ومتطور .. عراق يحكمه الحكماء .. ويديره العباقرة والعلماء .. يبتعد عن الشوشرة والاثارة .. ويبدأ معنا صفحات جديدة قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل من الطرفين .. مثبتين الحقوق التاريخية والجغرافية .. فلا نعبث بالتاريخ ولا نغير الجغرافيا .. ونسير بهما الى مصالحنا المشتركة القائمة على المنفعة المتبادلة .. وحسن الجوار. يقول السفير العراقي في الكويت أن العراق سيكون بوابة الأمن للكويت .. ونحن اذ نأمل ذلك ونتمناه .. لابد من أن نعمل متخالفين حكومة وشعبا واعلاما لتحقيقة .. ولا تكفي النوايا .. فالنوايا الصادقة لا تصنع الانجازات .. انما العمل الحقيقي المتمثل بزرع الطمأنينة بين الشعبين .. وغرس بذور المودة والمحبة .. ومحاربة كل ما من شأنه تعكير الصفو بين البلدين .. وذلك ليس بالأمر الهين .. لكنه كذلك ليس بالأمر العسير .. ودول العالم جميعه التي كانت تتقاتل في حروب عالمية شرسة ومخيفة تصافت وتصالحت واتحدت .. ونظروا الى المستقبل بدلا من أن ينشغلوا في تقليب دفاتر الماضي البغيض. أظن السفير العراقي الحالي لدى الكويت محمد حسين بحر العلوم .. يحمل الكثير من النوايا الصادقة اتجاه الكويت .. وسيسعى لتصحيح مسار العلاقة بين البلدين للخروج من حقل الألغامم القابل للانفجار في أي لحظة. وإننا اذا نريد عراقا آمنا لنأمن .. وعراقا مستقر لنستقر .. وعراقا متطورا لنتطور .. ولا نريد أن تتزعزع تلك العلاقة لأبسط الأسباب .. ويجب أن نعمل من الآن لبناء قوام متين بين البلدين .. فجيرتنا ليست مؤقتة .. والظروف القاهرة ليست دائمة .. وما يحدث اليوم في العراق من فوضى وعبث سينتهي .. وسيغادر الامريكان والبريطانيون .. وستبقى العراق وتبقى الكويت .. جارين شقيقين يجب أن يبحثا عن الاستقرار والثبات في كافة المواقف .. وأن لا يسمح لأي ظروف أو دسائس أن تعكر صفو العلاقة بين البلدين .. وأن نعيد بناء الثقة على أساس سليم ومتين .. وأن نخطط معا لمستقبل أفضل لبلدينا وشعوبنا .. فهم الباقون بالرغم من كافة الظروف المأساوية .. ودمتم سالمين. [email protected]