استبعد تقرير أعدّه خبراء دوليون في الطب الشرعي إمكانية وفاة الشاب المصري خالد سعيد بالاختناق "الإسفكسيا" في ظل القصور والنقص وعدم الانسجام بين تقريري التشريح للجثة الرسميين. وأوضح الخبراء أن مراجعة التقارير الطبية، التي صدرت من قبل السلطات المصرية بشأن أسباب وفاة خالد وأرجعت أسباب الوفاة إلى ابتلاعه لفافة من مخدر "البانجو" واتهمت أسرته الشرطة بقتله، أن أوجه القصور والنقص وعدم الانسجام بين تقريري التشريح لجثة خالد يجعل من المستحيل الوصول إلى أي نتائج مؤكدة بشأن الظروف المحيطة بوفاته وسبب الوفاة. وأكّد التقرير، الذي تلقاه مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف، أن التشخيص المفترض للوفاة نتيجة الإسفيكسيا لا يجد ما يدعمه بالدرجة الكافية في المعلومات المقدمة، بالإضافة إلى المظاهر التي شابت الجثة مثل الزرقة والاحتقان. ولفت التقرير إلى غياب صورة للبلعوم الحلقي وبداخله لفافة البانجو التي يقال إن خالد سعيد ابتلعها، مضيفًا "أنه من الواضح أن هذه الإصابات قد نتجت عن عنف ينسجم تمامًا مع الشجار أو التصارع أو الرفس، الخ". وأبدى التقرير استغرابه من عدم إجراء فحوص بالأشعة السينية على الجمجمة والقلب، التي كان من الممكن أن تظهر وجود كسور أو شروخ بالجمجمة لم تظهر في الفحص الظاهري بالعين المجردة. ومن المقرّر أن تنظر اليوم الثلاثاء محكمة جنايات الإسكندرية برئاسة المستشار موسى النحراوى، وسط إجراءات أمنية مشددة، في هذه القضية، بعد أن وجهت النيابة التهم إلى أمين الشرطة محمود صلاح وشهرته محمود الفلاح، والرقيب عوض إسماعيل سليمان، ويعملان مخبرين في قسم شرطة سيدي جابر، باستعمال القسوة وإلقاء القبض بدون وجه حقّ والتعذيب البدني لخالد سعيد. ووفقًا لصحيفة "الشروق" فإن جلسات المحاكم سوف تقتصر فقط على مندوبي الصحف والمحطات التليفزيونية، ممن تَمّ استخراج تصاريح لهم من قبل المحامى العام، ولن يسمح لأحد غير ذلك بالتواجد داخل قاعة المحكمة الغربية.